احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وتكريما للأستاذين: الدكتور محمد بوحمدي، والدكتور إدريس سرحان، نظمت شعبة اللغة العربية وآدابها/ ظهر المهراز – فاس، بشراكة مع مختبر الأبحاث والدراسات النصية، ومختبر التواصل الثقافي وجمالية النص، ندوة وطنية في موضوع: المفاهيم في اللغة والأدب، يومي 22، و23 من دجنبر 2015م، وانعقدت الجلسات بقاعة الأدب العربي، برحاب كلية الآداب، وهي ستُّ جلسات، احتوت ثلاثين ورقة، وشهادات في حق المحتفى بهما. وقد استهلت الجلسة الافتتاحية أشغالها بآيات بينات من الذكر الحكيم وكلمة السيد عميد الكلية وكلمة منسق الشعبة وكلمة مدير مختبر التواصل الثقافي وجمالية النص وكلمة نائب مدير مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية ثم كلمة اللجنة المنظمة.
وقد اعتنت الندوة بمدارسة مفاهيم ذات طابع إشكالي في اللسانيات واللغة والأدب والنقد القديم والحديث، وعلى هذا الأساس عرضت الجلسة العلمية الأولى: مفاهيم لسانية من خلال ورقة د. محمد أمين بعنوان «نمطية المصطلح وتحليل الخطاب اللساني» وورقة د. أحمد الفلوجي بعنوان «في نسقية اللغة» وورقة الدكتور محمد العلْوي «الصرافة التطريزية: المفهوم والأصول» وورقة الدكتور أحمد البايبي التي عني فيها أيضا بدراسة «مفهوم التطريز بين الدرس البلاغي والدراسات الصوتية الحديثة»، وورقة الدكتور عبد المجيد طلحة التي تناول فيها مشكلة المفهوم اللساني «من الممارسة المصطلحية إلى النظر الإبستمولوجي» ، ثم ورقة الدكتور محمد الهاشمي في «مفهوم الوظيفة في اللسانيات»
وأما فيما يخص المفاهيم النقدية الحديثة التي كانت محور الجلسة الثانية فتناولت ورقاتها : «المفاهيم المتصلة بإبداع الأدب وتلقيه» للدكتور حميد لحمداني، و»مفهوم المقدس في بعض الكتابات المغربية الحديث» للدكتور يونس لوليدي، ومشكلة انتقال المفاهيم وحدوده في اللسانيات والنقد الأدبي» للدكتور محمد عفط، و»مفهوم الإبداعية في القصة القصيرة» للدكتور جمال بوطيب، ثم مفهوم النص في النقد الحديث للدكتور رضوان الخياطي
وفيما يتعلق بمفاهيم النقد القديم عالجت ورقات الجلسة العلمية الخامسة مفاهيم نقدية قديمة مثل «مفهوم الشارح في النقد العربي القديم» للدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي، و»مفهوم الأسلوب في التراث العربي» للدكتورة شمس الضحى مراكشي وأخيرا، و»مفهوم الناقد في التراث النقدي للقرنين الثاني والثالث الهجريين» للدكتور الحسين زروق في حين تناولت الجلسة الثالثة مفاهيم أدبية مثل مفهوم «التعيين والتضمين ودورهما في القراءة والتأويل» للدكتور العياشي السنوني، ومفهوم «التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب» للدكتورة سعيدة العلمي، ومفاهيم» نظرية التواصل وأثرها في اللسانيات والأدب» لدكتور نور الدين رايص، ثم مفهوم النص المترابط بين التصور المعلوماتي والتجلي الأدبي» للدكتور إبراهيم عمري، وفي سياق المفاهيم النقدية المرتبطة بالأجناس الأدبية الحديثة تناول الدكتور إدريس الذهبي «مفهوم الفرجوي في العرض المسرحي»، والدكتورة لطيفة بلخير مفهوم «الغروتسك في الأدب بين الجاحظ وفيكتور هيغو».
أما جانب المفاهيم اللغوية فكان محور الجلسة العلمية الرابعة؛ حيث تناول الدكتور عبد الحي القرشي الورياكلي «مفهوم شجاعة اللغة العربية عند ابن جني»، ووقف أساسا عند كتاب «الخصائص»، وتناول الدكتور عبد المنعم حرفان «مفهوم الانفصال: التأصيل والاستعمال»، أما الدكتور حسن عماري فتناول في ورقته «مفهوم الجملة بين النحاة المتقدمين والمتأخرين»، للدكتور حسن عماري، فقد أكد أن النحاة المتقدمين لم يهتموا بمفهوم الجملة وبتعريفها، حيث اعتبر أن الفَرَّاءَ (ت: 207هـ) هو أول من استعمل مصطلح الجملة بمعناه الاصطلاحي كما اعتبر ابن هشام (تـ: 761هـ) رائد مبحث الجملة بدون منازع عند النحويين.
بقي أن نقول: إن هذه الندوة كانت بمثابة وجبة دسمة قُدّمتْ للحاضرين الذين حجوا إليها، وقد كانت ندوة ناجحة لأسباب نجملها في الآتي:
- لأنها طرحت مشكلة المفاهيم في اللغة والأدب؛ وضبطُ المفاهيم والمصطلحات مفتاحُ كلِّ علم، والعلم لا يكون علما إلا بتوفره على ترسانة مصطلحية دقيقةالتحديد سليمة الاستعمال نابعة من المجال العلمي وهمومه المعرفية.
- لأنها رسخت ثقافة الاعتراف بجهود الباحثين والعاملين في حقل التربية والتعليم، إذ إنها أحيت هذا التقليد العلمي النبيل، من خلال تكريم أساتذة الشعبة الذين أُحيلوا على التقاعد.
وتجدر الإشارة إلى أن «مؤسسة مقاربات للنشر» تعهدت بطبع أشغال الندوة ووضعها بين يدي الباحثين والمهتمين.
< إعداد: ذ. محمد حماني