في زمن استأسدت فيه القرود، وانبطحت الزعامات أمام صولة اليهود… آن الأوان أن تزحف هذه الحشود… بنو قريضة عادوا، وعادت بنو النظير، تنفض غبار الذل من بعد ما قذف الله في قلوبهم الرعب، وخُرِّبت بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين… عادوا من شتاتهم فما وجدوا سعدا(1) ينزل فيهم حكم الله ويوقد فينا جذوة الشرر… عادوا بعد أن أخرجهم رب العزة من ديارهم لأول الحشر، حيث لم تمنعهم حصونهم وسيوفهم من بطشة القدر… في هذا الزمن الأغبر، ما أحوج الأمة لريح سورة الحشر، من قلب غزة الأبية ستعلو رايات النصر… وفي زمن من الهرولة ينتفض دم الشهداء في وجه كل أشكال القهر… فأمطر يا من يتلو علينا سورة الحشر…أمطر واسق بيداء العرب وأحْيِ موات هذا القَفْر… يا فتيان غزة، يا من يصلون في حقول الألغام… يا من أشرقت شمسهم من خلف كثبان الظلام… لا تنتظروا من عرب الخزي سوى تطريز الكلام… لا تنتظروا منهم سوى قصائد الغرام… تتغزل فيها الحناجر بسحر أمريكا وكل أولاد اللئام… لا تتساءلوا عن سبب الخيانة والبهدلة… لا تتساءلوا فَهُم وصمة العار في جبين هذه المرحلة… كتموا أنفاس الشعب ومنعوه من حق المسألة…وأكلوا مال الفقير وهضموا حق الأرملة…جعلوا مال الله دولة بين الأغنياء منهم، وشدُّوا به عضُد القتلة… فلننتظر يوما كيوم الحشر يكتم أنفاسهم المتقطعة… سقطت جميع الأقنعة، وانكشفت أمام الخلائق سوأتهم….رأينا ما وراء الجعجعة…. فاسْتَعِر أيها الوطن المحاصر بالشطط… استعر من خليج النفط إلى محيط القحط… استعر بحق سورة الحشر، ومن علَّمنا سورة الحشر(2)… استعر ولا تخش في الله صولة القهر… استعر فإنه لا يستوي أصحاب الجنة ومن يلفح وجوههم حر الجمر… فإن للأقصى رب -يحميه– جليل القدر… مهيمن عزيز جبار متكبر، تعالى الله عن كل أمر…له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في البر وما في البحر…
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة محمد خير البشر.
ذ . أحمد الأشهب
———————-
1 – سعد بن معاذ .
2 – النبي.