تابع الكلمات المشتركة في الحرفين الأولين ومنها:
الكلمات الثنائية الحرفين الأولين
أحرفها ودلالتها
مصادرها
ومراجعها
3- أ. الخذا
ب- الخذأ
ومن ذلك قولهم: (الخذا) في الأذن. (والخذأ: الاستخذاء) فجعلوا الواو في خذواك -لأنها دون الهمزة صوتا -للمعنى الضعيف. وذلك أن أن استخذاء الأذن ( ليس) ليس من العيوب التي يسبّ بها، ولا يتناهي في استقباحها. وأما الذلّ فهو من أقبح العيوب وأذهبها في المزراة والسبّ فعبروا عنه بالهمزة لقوتها، وعن عيب الأذن المتحمل بالواو لضعفها. فجعلوا أقوى الحرفين لأقوى المعنيين، وأضعفهما لأضعفهما
الخصائص لابن جني 2/160
” ”
” ”
هكذا يربط ابن جني دلالة الكلمة بمعناها. بقوة الحرف الأخير في كل كلمة. لكن الذي ينبغي توضيحه في هذا السياق هو دلالة المجال الذي تتحد فيه الكلمتان 3- أ- ب نظراً لاتحادهما في الحرفين الأولين. ولذا نحاول تحليل هذين المثالين ( 3- أ- ب ) كما حللنا الأمثلة قبلهما (1-2) لملاحظة مدى اطراد دلالتي المجال العامة في الكلمات الثلاثية المتحدة في الحرفين الأولين، والخاصة التي يحددها الحرف الخير لكل كلمة، وهذا مَنُحاول ضبطه في هذين المثالين لاتفاقهما في الحرفين الأولين : الخاء والذال واختلافهما في الحرفين الأخيرين اللذين هما الألف في 3-أ- والهمزة في 3- ب. وذلك كما يلي:
3- أ – الخذا : يقول ابن منظور: «خذا: خذا الشيء يخذو خذواً: استرخى، وخَذِي بالكسر مثله، وخَذِيت الأذن خذاً، وخذت خذْواً وهي خذواء. استرخت من أصلها وانكسرت مقلِبة على الوجه، وقيل: هي التي استرخت من أصلها على الخدَّين…
والخذا: دود يخرج مع روث الدابة عن كراع..
واستخذيت: خضعت. وقد يهمز، وقيل لأعرابي في مجلس أبى زيد: كيف استخذأت ؟ لتعرف منه الهمزة فقال: العرب لا تستخذئ فَهَمَزَ …« ل ع 14 مادة خذا ص 225.
ويقول الزمخشري :« خذو: أذن خذواء مسترخية من أصلها على الخدين، وقد خذيت، وهو أخذى الأذن» أساس البلاغة مادة خذو.
3- ب – الخذأ: يقول ابن منظور:« خذأ خَذِئً له وخَذَأ خذأً وخَذْءاً وخذوءاً : خضع وانساق له. وكذلك استخذأت له، وترك الهمزة فيه لغة.
وأخذأه فلان أي أذله.
وقيل لأعرابي: كيف تقول استخذيت ليتعرف منه الهمز فقال: العرب لا تستخذئ وهمزه.
والخذأ مقصور: ضعف النفس « ل ع 1 مادة خذأ ص 64»
هكذا تشترك دلالة الكلمتين: (الخذا، والخذأ ) في مجال واحد وهو الاسترخاء. كما ورد في شرح الخدى والخضوع ـ كما ورد في شرح الخذأ. فالكلمتان تتفقان في الحطّ من قيمة الموصوف الذي تدل عليه كل واحدة منهما، وقد ضاق مجال الفرق بينهما إلى درجة توهم اعتبارهما كلمة واحدة تمثل كل واحدة منهما لهجة فقط، وليس الأمر كذلك عند التدقيق في دلالة الحرف المحور في كل واحدة منهما لأن الحرفين المحوريين يتفقان في مجموعة من الصفات ويختلفان في أخرى فمن الصفات التي يتفقان فيها: الجهر، والانفتاح، والاستفال.
أما ما يختلفان فيه فهو بالنسبة للألف ( هوائي، والخفاء ثم المد واللين) وتختص الهمزة بكونها حرفاً ( شديدا ). فصفات الإختلاف بين الحرفين أربعة: ثلاثة خاصة بالألف، وواحدة خاصة بحرف الهمزة، وهذه الصفات المفرقة بين الحرفين هي التي استحضرها ابن جني بخصوص المثالين وهو يتحدث عن مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحْداث ( 2/157 من الخصائص) وفي هذا يقول :« ومن ذلك قولهم: ( الخذا) في الأذن، ( والخذأ: الاستخذاء) فجعلوا الواو خذواء – لأنها دون الهمزة صوتا – للمعنى الأضعف. وذلك أن استخذاء الأذن [ ليس] ليس من العيوب التي يسبُّ بها، ولا يتناهى في استقباحها، وأما الذلّ فهو من أقبح العيوب، وأذهبها في المزراة والسب، فعبروا عنه بالهمزة لقوّتها وعن عيب الأذن المحتمل بالواو لضعفها فجعلوا أقوى الحرفين لأقوى العيبين، وأضعفهما لأضعفهما.» الخصائص 2/160
وهذا النص الذي أوردناه لابن جني في هذا الموضوع لا يحتاج إلى تفسير فيما يخص محورية الحرف في بنية الكلمة لتوجيه المعنى أو توضيحه.
وقد يلاحظ شيء من التناقض بين كلام ابن جني في النص أعلاه حيث اعتبر الحرف المقابل للهمزة في (خذأ) هو الواو، وبين ما أوردناه من لسان العرب حيث تحدثنا عن الألف في آخر كلمة (خذا ) بدل خذوَ. ونرى أن هذا لا يضر. لأن الألف في خذا منقلبة عن الواو في خذوَ من جهة. بالإضافة إلى اجتماع الواو والألف في أغلب صفاتهما من جهة ثانية والله أعلم
الكلمات المشتركة
في الحرفين الأولين
أحرفها ودلالاتها
مصادرها ومراجعها
4 – أ – جفا
ب – جفأ
« ومن ذلك قولهم، قد جفا الشيء يجفو، وقالوا: جفأ الوادي بغُثائه: [رمى بالزبد والقذى] ففيهما كليهما معنى الجفاء لارتفاعهما. إلا أنهم استعملوا الهمزة في الوادي لما هناك من حفره [ حفره] وقوة دفعه.»
الخصائص لابن جني
ج 2 /160
هكذا يتضح اشتراك دلالتي الكلمين 4 أ- ب- في مجال واحد الذي هو الجفاء كما يدل عليه قول ابن جني في النص أعلاه: وهو قوله « ففيهما كليهما معنى الجفاء لارتفاعهما» بيد أن دلالتي الحرفين المحورين اللذين هما: الألف المنقلبة عن الواو وفي 4 – أ – جفا. والهمزة في 4 – ب تتفاوتان في قوة الدفع والإبعاد وتختلفان في نوع المدفوع المبعد. وهذا ما تؤيده عبارة ابن جني في النص أعلاه.« إلا أنهم استعملوا الهمزة في الوادي ». وهنا يتضح أن مجال الإبعاد بالألف في «جفا » غير مجال «جفأ» فالأول معنوي أو لين، والثاني حسي أو عنيف، وهذا ما يؤيده تفسير الزمخشري للكلمتين بقوله:«جفأ – ذهب الزبد جفاء أي مدفوعا مرميا به …» وقوله: « جفو: جفاني فلان : فَعَلَ بي ما ساءني واستجفيته…» وجفت المرأة ولدها فلم تتعاهده … وجفا السرج عن ظهر الفرس . وجنب النائم عن الفراش. وتجافي [في القرآن الكريم] ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ السجدة آية 16.
عن أساس البلاغة مادة جفا و جفأ .