(إلى روح أم الأستاذ يوسف رحمها الله..)
يسير موكب الجنازة الهوينى.. يكتظ الشارع بالمشيعين من شيب وشباب…
يتساءل الناس لمن هذه الجنازة؟!
لم يسبق للمدينة أن عرفت جنازة ضخمة كهذه..
أهي لشخصية هامة…؟ !
يكتظ المسجد بالمصلين… يكتظ جناح النساء…
وينادي الإمام: “الصلاة على الجنازة… جنازة امرأة…”
من تكون هذه المرأة؟!
إنها تاجرة.. كانت تمارس تجارة بأضخم رأسمال…
أجل، كانت تمارس تجارة لا تبور.. تجارة مع الله … ألا إن تجارة الله لغالية… !
كانت رحمها الله محبة لكتاب الله عز وجل.. ولمعلّميه ومتعلّميه.. تجود بكل ما عندها.. لا تكل ولا تمل من العطاء…
نذرت أبناءها لخدمة كتاب الله تعالى.. وحفظت ما تيسر منه على كبرها…
كانت تحنو على اليتيم والأرملة والمحتاج… يبكيها القريب والبعيد..
كانت أما يحتوي قلبها أبناء العائلة كلهم…
كانت صوّامة قوّامة كأنها تعد العدة ليومها هذا…
كم أناسا لا يُعرفون إلا بعد وفاتهم.. يعملون في صمت بعيدا عن الرياء… ولنا في جنائزهم لعبرة… !
ذة. نبيلة عزوزي