أولا ترحب جريدة المحجة بالدكتور أنس زرعة يظهر أن الأسرة في رمضان تنشغل كثيرا عن هذا الشهر وصيامه ومقاصده، فما هي في نظركم أستاذي الكريم أهم الاختلالات التي تقع في هذا الشهر الكريم داخل الأسرة؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. الحقيقة أن رمضان فرصة عظيمة لاجتماع الأسرة ولتقاربها ولقربها من بعضها البعض، فالاجتماع على مائدة الإفطار سمة من سمات رمضان في كل أنحاء العالم الإسلامي وينبغي أن نحرص عليه، أبا وأما وأسرة حرصا شديدا، لأنه فرصة للتقارب وفرصة للاجتماع، طبعا نحن في بقية السنة للأسف نكون منشغلين بأعمالنا، والأبناء في دراساتهم وفي مدارسهم، وقد لا يجتمعون حتى على الطعام؛ على وجبة غذاء أو عشاء، ولكن رمضان ـ وهذه من حكم الإسلام ـ أن وجبة الإفطار لا يمكن لأحد أن يتأخر عنها، بل جعلها النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف من الخير العميم، ومما حث عليه الإسلام في رمضان أن يجتمع الناس على وجبة الإفطار، إذن فالأسرة مطلوب منها هذا الاجتماع وأن نحرص عليه ونتعاون عليه جميعا ولا نتهاون فيه ولا نقبل فيه بأي خلل.
الأمر الثاني أن رمضان هو موسم صيانة للعام كله، فأيضا انشغالنا بالحياة الدنيا طول السنة وطول الوقت مع انشغالات الحياة ينبغي للإنسان أن يعطي لنفسه نصيبها، وكما هو معروف أن الإنسان مكون من جسم وعقل وروح، وهذه الروح في حاجة إلى زاد، نحن نشتغل بزاد أجسامنا وعقولنا ولكن زاد الروح نغفل عنه في الحقيقة. فرمضان هو الفرصة السنوية لزاد الروح، ولذلك شرعت فيه عبادات كثيرة.
لكن كيف تقوم الأسرة بهذا الدور في غياب القدوة؟
نعم، القدوة داخل الأسرة قضية مهمة وهي قضية القدوة؛ الأب والأم في رمضان هم قدوة لأبنائهم في هذا الموضوع، فالأبناء في حاجة إلى أن يروا آباءهم وأمهاتهم قدوات لهم في هذا الموضوع؛ في الحرص العبادة والحرص على صلاة التراويح وقراءة القرآن وعمل الخير عموما في رمضان؛ لأن الأعمال كما تعرفون تتضاعف بشرف الزمان والمكان، فالعمل في رمضان ليس كالعمل في غيره، كذلك العمل في مكة أو المدينة يعظم عند الله تعالى لشرف المكان، فأقول ينبغي للآباء والأمهات حقيقة أن يلتفتوا إلى هذا الموضوع بشكل كبير وأن يكونوا قدوات لأبنائهم في هذا الموضوع.
وللأسف الشديد انتشرت عادات قضاء الليل في الأسواق أو في مشاهدة الأفلام والتمثيليات في التلفاز وما إلى ذلك في حين أن ليالي رمضان هي أعظم الليالي في السنة ومنها طبعا ليلة القدر التي تأتي في العشر الأواخر، فينبغي في الحقيقة أن نفرغ أنفسنا وأن تهتم الأسرة ككل بهذا الموضوع.
لو سمحت كيف يمكن الارتقاء بسلوكات أطفالنا حتى يعيشوا معنا رمضان في أجوائه الحقيقية؟
كما ورد في الحديث كان الصحابة يصنعون اللعب للأطفال من العهن؛ أي القطن، تلهية لهم حتى يصوموا يعني يلهونهم باللعب البريء، القدوة مهمة واصطحاب الأطفال للمساجد ولحلقات الدروس والعلم في رمضان هذه من الأشياء التي تعينهم وتجعلهم يقتدون بالخير.
أيضا يلاحظ في رمضان ظاهرة الإسراف والتبذير عكس المقصد الشرعي من الصوم؟
والله هذه حقيقة طبيعتنا البشرية. وكما يقولون في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد “لا تذهب إلى الأسواق وأنت جوعان”؛ لأن النفس تشتهي وتشتهي ثم لا تأكل شيئا من هذا، ولكن للأسف هذا هو الذي يحصل لنا في رمضان نسأل الله تعالى أن يديم علينا النعم ويرزقنا شكرها، ولكن ينبغي أن نتذكر إخواننا، الفقراء والمحتاجين في المدن والبوادي، وفي بلدان العالم الإسلامي كالصومال واليمن وغيرهما هناك إخوة لنا يعانون الفقر والمجاعة، ولكن نحن نسرف في الحقيقة بطريقة لا ترضي الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يقول: ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ينبغي للإنسان المسلم إذن أن يقتصد في حدود ما يأكله وما يحتاجه، وإذا زاد شيء من الطعام في رمضان فهي فرصة لأن يتصدق به على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ولا يرميه مع النفايات وما إلى ذلك؛ لأنه سيحاسب عليها.
ماذا ترون في الدروس الأسرية للأطفال والأسرة؟
نعم هذه من الأشياء التي أريد أن أنبه عليها أيضا؛ لعل المطلوب من الآباء والأمهات في رمضان عمل درس بسيط في البيت للأبناء والبنات لو لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، يعني درس تعريفي بأحكام الصوم، ونحن في حاجة حقيقية لموضوع القدوات، الآن هناك ما يسمى بالنجوم إن كانوا لاعبين أو لاعبات مغنين أو مغنيات نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياهم نحن في حاجة إلى أن نظهر للشباب وللشابات أيضا نجومنا ونجوم الإسلام بدءا بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، نعرفهم بهم، فيا حبذا لو كان الأب أو الأم يجتمعون بعد الإفطار أو بعد العشاء على درس بسيط مثلا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أو سير الصحابة والصحابيات إظهارا لهذه القدوات؛ لأن الشباب والشابات للأسف منشغلون بما يسمونهم “النجوم”، وبالتالي يقتدون بهم بطريقة تفقدهم الاعتزاز بقدوات الأمة وعلمائها وأخيارها وهذا له آثار سلبية على مستقبل الأمة.
وفي الأخير نشكر مرة أخرى فضيلة الدكتور أنس أبو زرعة وإلى اللقاء في موعد أخر إن شاء الله تعالى.
المكان، فأقول ينبغي للآباء والأمهات حقيقة أن يلتفتوا إلى هذا الموضوع بشكل كبير وأن يكونوا قدوات لأبنائهم في هذا الموضوع.
وللأسف الشديد انتشرت عادات قضاء الليل في الأسواق أو في مشاهدة الأفلام والتمثيليات في التلفاز وما إلى ذلك في حين أن ليالي رمضان هي أعظم الليالي في السنة ومنها طبعا ليلة القدر التي تأتي في العشر الأواخر، فينبغي في الحقيقة أن نفرغ أنفسنا وأن تهتم الأسرة ككل بهذا الموضوع.
لو سمحت كيف يمكن الارتقاء بسلوكات أطفالنا حتى يعيشوا معنا رمضان في أجوائه الحقيقية؟
كما ورد في الحديث كان الصحابة يصنعون اللعب للأطفال من العهن؛ أي القطن، تلهية لهم حتى يصوموا يعني يلهونهم باللعب البريء، القدوة مهمة واصطحاب الأطفال للمساجد ولحلقات الدروس والعلم في رمضان هذه من الأشياء التي تعينهم وتجعلهم يقتدون بالخير.
أيضا يلاحظ في رمضان ظاهرة الإسراف والتبذير عكس المقصد الشرعي من الصوم؟
والله هذه حقيقة طبيعتنا البشرية. وكما يقولون في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد “لا تذهب إلى الأسواق وأنت جوعان”؛ لأن النفس تشتهي وتشتهي ثم لا تأكل شيئا من هذا، ولكن للأسف هذا هو الذي يحصل لنا في رمضان نسأل الله تعالى أن يديم علينا النعم ويرزقنا شكرها، ولكن ينبغي أن نتذكر إخواننا، الفقراء والمحتاجين في المدن والبوادي، وفي بلدان العالم الإسلامي كالصومال واليمن وغيرهما هناك إخوة لنا يعانون الفقر والمجاعة، ولكن نحن نسرف في الحقيقة بطريقة لا ترضي الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يقول: ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ينبغي للإنسان المسلم إذن أن يقتصد في حدود ما يأكله وما يحتاجه، وإذا زاد شيء من الطعام في رمضان فهي فرصة لأن يتصدق به على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ولا يرميه مع النفايات وما إلى ذلك؛ لأنه سيحاسب عليها.
ماذا ترون في الدروس الأسرية للأطفال والأسرة؟
نعم هذه من الأشياء التي أريد أن أنبه عليها أيضا؛ لعل المطلوب من الآباء والأمهات في رمضان عمل درس بسيط في البيت للأبناء والبنات لو لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، يعني درس تعريفي بأحكام الصوم، ونحن في حاجة حقيقية لموضوع القدوات، الآن هناك ما يسمى بالنجوم إن كانوا لاعبين أو لاعبات مغنين أو مغنيات نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياهم نحن في حاجة إلى أن نظهر للشباب وللشابات أيضا نجومنا ونجوم الإسلام بدءا بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، نعرفهم بهم، فيا حبذا لو كان الأب أو الأم يجتمعون بعد الإفطار أو بعد العشاء على درس بسيط مثلا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أو سير الصحابة والصحابيات إظهارا لهذه القدوات؛ لأن الشباب والشابات للأسف منشغلون بما يسمونهم “النجوم”، وبالتالي يقتدون بهم بطريقة تفقدهم الاعتزاز بقدوات الأمة وعلمائها وأخيارها وهذا له آثار سلبية على مستقبل الأمة.
وفي الأخير نشكر مرة أخرى فضيلة الدكتور أنس أبو زرعة وإلى اللقاء في موعد أخر إن شاء الله تعالى.