في بلدان الخليج العربي توجد فئة “البدون” وهي عبارة عن أشخاص قضوا عمرا طويلا في التنمية والعمل في بلدان النفط، منهم من تجاوزت مدة وجوده بتلك البلدان أكثر مما قضاه في موطن ولادته، ورغم ذلك لم يحصل على الجنسية، فهو بدون جنسية، ومنها جاءت تسمية “البدون”.
وعندنا في المغرب -نحن أيضا- فئة “البدون”، ولكن من نوع آخر، إنها فئة تتمتع بكامل حقوق المواطنة، من جنسية وحق الإقامة وغيرها، ومع ذلك تحمل بطاقة هويتها كلمة “بدون”. “إنهن ربات البيوت” حيث كانت بطاقتهم الوطنية، -قبل إحداث البطاقة البيومترية- تحمل أمام خانة المهنة: بدون، فهل هؤلاء النساء عاطلات فعلا، أم أن دورهن في المجتمع لا يرقى إلى درجة تجعلهن حجر الزاوية في بناء الشعوب والأمم؟ إن المرأة التي تسابق الطير في بكورها، وتتحمل مشاق تربية الأولاد والبنات ومتابعة تمدرسهن، وتقوم بكل حاجيات البيت من النظافة إلى التسوق إلى مراقبة كل صغيرة وكبيرة من تأدية الفواتير، إلى ضبط ميزانية العائلة، والسهر على راحة كل من في البيت، الزوج والأبناء، وحتى قطة البيت إن وجدت؛ فليقم أحدنا بزيارة الطبيب ولينظر من يصحب الأطفال المرضى إنهم الأمهات، وغالبيتهن ربات البيوت، أو إلى المدرسة حيث الأمهات يحملن حقائب أبنائهن ولا يعدن إلى بيوتهن إلا بعد الاطمئنان على ولوجهم قاعات الدرس.
إني لا أنكر دور النساء العاملات في تطوير الوطن وتنمية الاقتصاد، ولا روحهن العالية في أداء المهام المنوطة بهن أحسن القيام، بل أحيانا أحسن من الرجال، لكن الذي يشفع لهن أن المجتمع يعترف بخدماتهن، فهناك نقابات تُسمِع صوتهن، ومنظمات دولية ووطنية تدافع عنهن، بينما تبقى الجهود المبذولة من أجل النهوض بأوضاع ربات البيوت جد محدودة، فشخصيا لو كنت وزيرا للأسرة لأحدثت جائزة وطنية رفيعة لربات البيوت، ولرفعت مذكرة إلى الأمم المتحدة لإحداث جائزة في حجم جائزة نوبل لهاته الفئة المكافحة…!!
ذ . أحمد الأشهب