إن الانطلاق من القرآن الكريم في التصحيح المنشود، والتقويم المأمول هو الأساس في التمكين للأمة، وجعلها في موقع الأمة الشاهدة القائدة الرائدة، الأمة التي لا تكذب أهلها، ولا تخون قومها، ولا تغدر عشيرتها. وإننا نعتقد أن تحقيق ذلك يقوم على ثلاثة أركان:
أولها: التمكن من اللسان العربي والتمكينُ له: فإن الأمة إذا أضاعت اللسان أضاعت القرآن، وإذا أضاعت القرآن أضاعت الدين، وإذا أضاعت الدين وقع في دنيا الناس فساد عريض، وخراب كبير، ومسخ وخسف وقذف وقتل وهرج ومرج وأشياء منكرة… وعم ذلك الأشباحَ والأرواحَ، وأصاب المعاني والأشكال.. وهذا معنى ما ورد أن العربية من الدين.
وثاني الأركان: إحكام منهج الفهم والتلقي: وهو بالنسبة لنا المنهج الذي مارسته الأمة في القرون الموسومة بالخيرية، وترجمه علماؤها بعد ذلك في صورة قواعد هادية، وضوابط مرشدة ومسددة، لا يزيغ عنها إلا هالك، وذلك هو منهج مؤسسة القرويين فكرا وممارسة.
وأما ثالث الأركان: فصدق التوجه وإخلاص النية: ذلك أن العمل الذي نحن بصدده -أعني خدمة القرآن الكريم- باعتباره القضية الكبرى للأمة لهو أمر عظيم، وحمل ثقيل إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا، وأمانة جسيمة، إنا عرضنا الأمانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الانسان.. وذلك يحتاج إلى عزم وحزم، وجهاد ومجاهدة، وصبر ومصابرة، يأيها الذين ءآمنوا اصبروا وصابروا….
ثم إن خدمة القرآن الكريم عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى، وسبيل يراد منها تعبيد الناس لله، وجعلهم لا يصدرون إلا بأمر الله عن أمر الله، وهذه تحتاج إلى السقيا بماء الصدق مع الله، فإن من صدق الله صدقه الله، فأثمرت جهوده ثمارا مباركة طيبة. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
الدكتور امحمد العمراوي
رئيس جمعية العلماء خريجي جامع القرويين- فاس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته… حياكم الله استاذنا الفاضل
بوركتم وهديتم لسواء السبيل وجزيتم خيرا….ولا يخفى على مسلم الهم الاعظم الذي يشغل علماء الامة؛ فهدفهم المنشود هو التمكين لهذا الدين الاسلامي. وسبل تحقيقه كثيرة هي… لكن تناولك استاذنا لهاته الجزئية بله المسالة الرئيسية في بلوغ التمكين الا وهي التمكن من اللسان العربي والتمكين له لمن اهم القضايا؛ والتي اصبحت محط صراع بين مكونات الشعب المغربي لتنتقل من قضية ثقافية الى قضية دينية محضة وهذا هو الجزء الخفي في غالبية نقاشاتهم. ولان القران لا تسعه سوى اللغة العربية واريد لها ذلك فان التمكين للسان العربي تمكين للمعاني الحقة التي جاء بها الوحي.