أعلنت مؤسسة التجديد في موقعها جديد بريس أنها ستتوقف عن العمل الصحافي والإعلامي الذي ابتدأته عبر مسيرة إعلامية عمرها حوالي ربع قرن بدأت أول ما “بدأت بالجريدة الورقية سنة 1987 مع “الإصلاح”، مرورا بـ”الراية” و”الصحوة” إلى “التجديد”، والدخول إلى العالم الرقمي سنة 2000″.
وقد استعرض خبرُ التوقف -الذي كتبه زكريا سحنون رئيس تحرير جديد بريس- المحطات التاريخية للمؤسسة الإعلامية ومختلف المراحل التي مرت بها التجربة الإعلامية للموقع في تفاعله مع متطلبات الواقع الصحافي والاستجابة لحاجيات القراء، وقال: “حرصنا خلال هذه “الحياة الافتراضية” على أن نكون إضافة نوعية في المشهد الإعلامي المغربي الوطني من خلال دوائر اهتمامات متعددة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، رياضية…) وعبر تعاطٍ ينشد الموضوعية مع مختلف القضايا والنوازل التي تعرضنا إليها”
ولم يشر بلاغ التوقف إلى الحيثيات والأسباب التي أدت إلى ذلك إلا أن مدير جريدة التجديد الورقية جواد الشفدي أعلن في بلاغ آخر نشرته مواقع إلكترونية ومنابر ورقية أن العجز المالي وتحول الجريدة إلى الإصدار الأسبوعي جعل مواردها من الإشهار تتراجع؛ وقال إن “مؤسسة (التجديد) اضطرت بعد سنوات من الحضور في الساحة الإعلامية الوطنية، إلى إيقاف إصدار جريدة التجديد الأسبوعية وموقع جديد بريس، لأسباب اقتصادية قاهرة”.
وذكر أنه بعد أزمة مالية خانقة استمرت لعدة سنوات، ورغم العديد من محاولات الإنقاذ المتتالية، “لم يعد ممكنا الاستمرار في الإصدار، خصوصا بعد إيقاف معلنين كبار للعقود الإشهارية التي كانت تجمعهم بالمؤسسة”.
وقد تفاعل كثير من المهتمين بالحقل الإعلامي مع هذا الحدث وقد اعتبر نور الدين مفتاح، رئيس فدرالية الناشرين بالمغرب، في تعليق له على قرار توقف الجريدة في تصريح لهسبريس: “إن إغلاق جريدة بالمغرب يعتبر جنازة”، مشيرا إلى أنه “تم التنبيه إلى ذلك في السنوات الأخيرة، إذ إن مقبرة الصحف تتسع، وهو ما يهدد وسائل إعلام تنشط الديمقراطية، ويهدد القطاع بأكمله”.
وبطي صفحة هذا المنبر الصحافي والإعلامي الورقي والإلكتروني يكون المشهد الإعلامي المغربي قد فقد أحد منابره الذي حقق تميزا وإضافة نوعية وأضفى على المشهد الإعلامي تنوعا في التحليل والرؤية من زاوية إسلامية خاصة، ويمكن عد احتجاب التجديد عن الصدور ليس خسارة للإعلام فقط وإنما خسارة للتنوع الديمقراطي والحق في الاختلاف والإسهام في تنوير الرأي العام بالحقيقة من منظورات مختلفة.
وإذا كان المرء لا يسعه إلا تقدير هذه الجهود الكبيرة والتضحيات والإضافات النوعية لجريدة التجديد وتجربتها الإعلامية المتميزة فإنه لا يسعه أيضا إلا أن يقول “وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر”، لكن لنا اليقين أن أهل المغرب وأهل الدار لا يخبو بدرهم ولا ينخسف إلا ليظهر أضوأ وأنور، ونرجو للزميلة جريدة التجديد تجاوز كل الصعوبات واستئناف رسالتها.
الطيب بن المختارالوزاني
جل التنظيمات التي تحترم نفسها ، تولي الجانب الإعلامي إهتماما بالغا لكونه صلة من صلات التواصل بينها وبين مكونات المجتمع الوطني والخارج .هذا ما كان يومن به على الأقل بعض المحسوبين على الحركة الإسلامية أيام زمان ، أيام المباديئ والطموحات الفكرية الهادفة .أما حاليا ، زمان المقايضة والمتاجرة في ” كل شيئ ” والفخففة البليدة و نفخ البطون والجيوب و ‘تجديد الفراش ” لمرات … ، فالإعلام ، تجديدا كان أم متجددا ” فما فيه غير صداع الرأس” .وهذا هو منتهى الانهزام الفكري العدو اللدود للقيم النبيلة بمفهومها الشامل .