- إيمان مؤسسة (مبدع) مترسخ بما للمصطلحات من أهمية قصوى في تأصيل العلوم وفهمها…
- بما أن القرآن الكريم أصل العلوم والمعارف، أصبح حقيقا على الباحثين والمحققين والدارسين ضبط مصطلحاته وتحرير مفاهيمها
- لن يستطيع أي باحث أن يبدع في مجال تخصصه إذا أنكر أن المصطلح مفتاح العلوم
ها هي المؤسسة اليوم، تنظم مؤتمرها الرابع للباحثين في القرآن الكريم وعلومه في موضوع “المصطلح القرآني وعلاقته بمختلف العلوم”، إيمانا مترسخا عند المؤسسة لما للمصطلحات من أهمية قصوى وخطيرة في تأصيل العلوم وفهمها وشرحها وتفسيرها وتأويلها. وبما أن القرآن الكريم كلام الله الخالق لمخلوقاته -وهذه عبارة تحمل لوحدها دلالات قدسية وإيحاءات كثيفة رهيبة- وجب على نخبة الأمة الاهتمام البالغ بمصطلحاته، والغوص العميق في جذورها ورسومها ومعانيها وتركيبها نحويا وصرفيا ودلاليا وبلاغيا… ما دام القرآن الكريم مفتاحنا للأكوان ولرب الأكوان…
وإني أرى أن هذا المؤتمر الدولي الرابع بمنظميه والنخبة المشاركة فيه سيكون بفضل الله نواة مثمرة في هذا المجال تنضاف للنوى التي زرعت قبله في الدورات السابقة. ولن يسدل الستار عنه إلا وقد شمر عن ساق الجد للإضافات القيمة النافعة في مجال التعمق والتدبر في المصطلح القرآني في علاقته بباقي العلوم الأخرى فهما وتفسيرا، وذلك بالتمكن من مفاهيم المصطلحات القرآنية ونشرها بعد الإحاطة بدلالاتها اعتبارا لكون ذلك الوسيلة الأولى لخدمة باقي العلوم المتصلة بالقرآن، خاصة وأن مجال الدراسات القرآنية -للأسف الشديد- احتلت مكانها مفاهيم دخيلة، مع التنبيه على أن المصطلح القرآني ذو خصوصية؛ كونه يتفرد بتركيب خاص للحروف والأسماء والدلالات والمعاني الدقيقة والكثيفة التي تنير ظلمة الأكوان، وتشع مكونات العقول والفهوم سراجا منيرا للتأمل والتدبر.
الدكتور محمد بن المكي الوزاني الحسني
الأمين العام لجمعية الثقافة الإسلامية – تطوان