عن أبي قتادة ، أن رسول الله سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذلك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، أو أنزل على فيه» (رواه مسلم).
فيه جواز احتفال العبد بذكرى مولده إن كان ولا بد، فيذكر نعمة الله تعالى عليه في الوجود، ويكون الاحتفال بصيام، أو قيام، أو صدقة، أو معروف، وليس الاحتفال على الطرقة الغربية المخالفة لهديه ، فقد علل صيامه الاثنين بأنه يوم ولادته، وولادة الرسالة المباركة التي بعث بها.
قوله: «أو أنزل على فيه» شك من الراوي هل قال: بعثت فيه، أو أنزل على فيه.
وعن أبي هريرة ، عن رسول الله قال: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم» (رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ورواه مسلم بغير ذكر الصوم).
هذا إخبار من الصادق المصدوق بأن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس على الله تعالى، فيحتاج العبد إلى شفيع يشفع له عند الله ، فقد يكون في عمله شيء من التقصير أو النقصان، فيتطلب الأمر التماس شفيع تقبل شفاعته عند أحكم الحاكمين، فلا يجد العبد من له هذه الشفاعة إلا الصيام يكون معه عند عرض عمله على ربه، لقوله : «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان» (رواه الإمام أحمد بسند جيد).
لهذا السبب كان النبي يتحرى صيام الاثنين والخميس، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله يتحرى صوم الإثنين والخميس” (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
والحري طلب الشيء والتماسه، والمبالغة في قصده، وقيل: التحري طلب الأحرى والأولى.
فالأحرى بالشفاعة والأولى بها عند عرض العمل على الصيام.
ذ. عبد الحميد صدوق