انتقل إلى عفو الله تعالى ورحمته العلامة الدكتور محمد ابن معجوز المزغراني يوم السبت 28 يناير 2017، ووري التراب يوم الأحد 29 يانير 2017 بعد أداء صلاة الجنازة عليه بمسجد الإمام علي وتمَّ دفنه بمقبرة باب الفتوح بالمدينة، وقد شهد جنازتَه جمعٌ غفير من العلماء ورؤساء المجالس العلمية وطلبة العلم وعائلته ومحبيه.
والمرحوم واحد من علماء القرويين بفاس، وعضو المجلس العلمي الأعلى، وأستاذ سابقا بكليتي الشريعة والحقوق بفاس، واشتهر بتخصصه في الدراسات الفقهية والقانونية المقارنة وكان من الرواد فيها.
• حياته العلمية:
بدأ الدكتور المزغراني حياته العلمية بالكتاب القرآني، فالمدرسة الحسنية التي أسسها الملك محمد الخامس رحمه الله بفاس، ثم التحق وهو دون العاشرة بجامعة القرويين التي تلقى بها طيلة اثني عشر عاما مختلف العلوم الإسلامية واللغوية على يد علماء متخصصين، وانتسب بعد ذلك لدار الحديث الحسنية وكلية الحقوق بالرباط، وكان هدفه الجمع بين دراسة الشريعة والعلوم القانونية ومناهجها، بغية المقارنة بين هذه القوانين وما يقابلها في الفقه الإسلامي، ليتأتى له بذلك خدمة الشريعة الإسلامية بإبراز مزاياها وفضائلها.
وهكذا حصل بإشراف من المرحوم علال الفاسي على دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص في موضوع: “السبب في الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية”، كما حصل على الدكتوراه من دار الحديث في موضوع: «أحكام الشفعة في الفقه الإسلامي والتقنين المغربي المقارن».
• أعماله:
ساهم هذا العلم من أعلام البحث والتأليف والاجتهاد، والذي أغنى الخزانة الفقهية والقانونية ببلدنا والبلاد الإسلامية عامة، بعدد من الكتب والدراسات التي تعتبر بحق مراجع علمية مرموقة في أبوابها، يستفيد منها الطلاب والأساتذة والقضاة في أعلى درجاتهم، كما العدول والمحامون وسائر المهتمين بالدراسات الفقهية المقارنة.
صنف المرحوم المزغراني العديد من الكتب منها:
- أحكام الشفعة في الفقه الإسلامي والتقنين المغربي المقارن.
- محاضرات في المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.
- وسائل الإثبات في الفقه الإسلامي.
- أحكام الأسرة في الفقه الإسلامي على ضوء مدونة الأحوال الشخصية.
- الحقوق العينية في الفقه الإسلامي والتقنين المغربي، وهذا الكتاب الأخير يمكن اعتباره الأساس والمرجع الذي تم اعتماده في إخراج القانون 39.08 المتعلق بمدونة الحقوق العينية والتي صدرت في 22 نوفمبر 2011.
• مشاركاته:
ـ شارك رحمه الله تعالى في عدد من القضايا الوطنية والفكرية على رأسها إعداد “مدونة الأسرة”، مع ثلة من العلماء أمثال العلامة الدكتور محمد التاويل رحمه الله تعالى والعلامة الدكتور مصطفى بنحمزة وغيرهما، كما كانت له أكثر من مشاركة في “الدروس الحسنية” الرمضانية.
ـ تُوّج بجائزة الفكر والدراسات الإسلامية التي يشرف على تسليمها جلالة الملك، وبسبب مرضه فقد تسلمها نيابة عنه ابنه، وهذه الجائزة تمنح كل سنة مكافأة للشخصيات العلمية المرموقة؛ بغية تشجيع البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية، وتشرف على هذه الجائزة لجنة علمية مكونة من العلماء والدكاترة تضم في عضويتها كلا من الدكتور محمد الكتاني، والدكتور محمد بنشريفة، والدكتور محمد يسف، والدكتور إدريس خليفة، والدكتور الشاهد البوشيخي، والدكتور أحمد شوقي بنبين، والدكتور أحمد شحلان، والدكتور أحمد قسطاس (مقرر اللجنة).
فرحم الله تعالى العلامة محمد ابن معجوز وأسكنه فسيح جنانه وبارك له فيما خلف من ذرية وعلم وطلبة.