إن ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم من انحلال وتفسخ أخلاقي وتذبذب في العبادات والمعاملات إنما هو بسبب غياب القواعد الأساسية في التربية وتنشئة الولد المسلم عليها، إذ هي الأساس الذي ينمو عليه هذا الولد المسلم في علاقته مع ربه، وفي علاقته مع غيره من جنسه، وفي أفكاره وثقافته…، وإليك بعض هذه المبادئ الأساسية:
- تعليم الولد النطق ب: “لا إله إلا الله محمد رسول الله “، مع تعليمه معناها الصحيح، وهو: “لا إله معبود بحق إلا الله، وأن محمدا عبد من عباد الله، رسول مبعوث من الله إلى عباد الله.
- تعليمه الصلاة في الصغر ليتدرب عليها فيلزمها في الكبر، لقول النبي : «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» (سنن أبي داود). والتعليم يكون بالوضوء والصلاة أمامهم، والذهاب بهم إلى المسجد، وتشجيعهم على الصلاة في الجماعة، خمسا كانت أو جمعة.
- تعويده على الصوم في صغره.
- تعريفه بعبادة الزكاة، وأنها حق الله، تخرج من مال الأغنياء فترد على الفقراء
- تعريفه عبادة الحج وأنه فرض على كل من استطاع إليه سبيلا، وأن من كانت له استطاعة على الحج ولم يفعل فقد أخل بركن من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام.
وبالجملة فإنه يجب تعليم الولد أركان الإسلام التي قال فيها النبي : «بني الإسلام على خمسة، على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج» (صحيح مسلم).
- التفريق بين الذكور والإناث في المضاجع عند بلوغ عشر سنين، لئلا يطلع كل منهم على عورة الآخر فيقل الحياء ويقع زنا المحارم والعياذ بالله، قال الرسول : «..وفرقوا بينهم في المضاجع» (سنن أبي داود).
- تعليم الولد أركان الإيمان الست وهي الإيمان بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال رسول الله في جوابه عن سيدنا جبريل حينما سأله عن الإيمان: “أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره” (صحيح مسلم).
ومذهب السلف والخلف: أن من صدق بهذه الأمور تصديقاً جازماً لا ريب فيه ولا تردد: كان مؤمنا حقا، سواء كان ذلك عن براهين قاطعة أو عن إيمان جازم.
- تعليم الولد قراءة القرآن الكريم، والتأدب مع كلام الله تعالى حين قراءته له وعند سماعه من غيره، وأن لا يضع المصحف إلا في الأماكن الطاهرة النظيفة…
- غرس محبة الله ورسله في قلب الولد.
- تعليم الولد أن يسأل الله وحده ويستعين به في كل أحواله، لقوله لابن عمه عبد الله بن عباس : «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله…» (سنن الترمذي) الحديث.
- تعويد الولد الصدق قولا وعملا، وذلك بأن لا نكذب عليه ولو مزاحا، وإذا واعدناه فلنوف بوعدنا، لقوله : «من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة» (مسند الإمام أحمد).
- الحث على صحبة الرفقة الصالحة والتحذير من الرفقة السيئة، لقول النبي : «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة» (صحيح البخاري)، ومعنى الحديث: أن النبي شبه الجليس الصالح في دينه وخلقه بمن يحمل معه مسكاً، وشبه جليس السوء بمن ينفخ كيرا، ثم بين وجه الشبه في قوله: «فحامل المسك إمّا أن يحذيك»؛ أي: فإذا جلست إلى حامل المسك لا بد أن تنتفع منه لأنه إما أن يهديك من الطيب الذي معه، وإما أن تبتاع منه؛ أي تشترى منه مسكاً، وإما أن تجد منه (أي تشم منه) رائحة طيبة، وكذلك الجليس الصالح إما أن يفيدك بعلمه أو بنصحه وتوجيهه، أو حسن سلوكه بالاقتداء به. ونافخ الكير إذا صحبته لا بد أن يؤذيك فهو إما أن يحرق ثيابك من الشرر المتطاير وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة من الدخان الذي يتصاعد من ناره فتشمّ منه رائحة كريهة تخنق أنفاسك، كذلك جليس السوء إما أن يغريك بالسيئة أو تقتدي بسلوكه السيء فتنحرف عن سواء السبيل، وفي الحديث: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» (مسند الإمام أحمد).
- تربية الولد على الشجاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على شدائد الدنيا من مرض وغيره، قال الله تعالى حاكيا عن سيدنا لقمان في وصيته لابنه: يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور (لقمان:16).
- أن لا نطعم الأولاد بالمال الحرام، كالرشوة والربا والسرقة…؛ لأن ذلك سبب في شقائهم وتمردهم وعصيانهم…
- تعويد الولد استعمال اليد اليمنى في الأخذ والعطاء والأكل والشرب والكتابة… وكذلك التسمية في أول كل عمل خصوصا الطعام والشراب…، وأن يقول الحمد لله عند الانتهاء.
يوسف الـميموني