انتهت العطلة.. شدت الرحال من الشمال نحو الجنوب…
وصلت محطة مراكش.. التقت زملاء وزميلات لها… استقلوا حافلة…
تطوي الحافلة المسافة طيا.. طريق طويلة.. طقس حار وسراب…
ينظر السائق في المرآة يرغي ويزبد.. يلوح بيده… يتصبب عرقا…
يشير إليها.. تنظر إليه مستغربة… يزداد غضبا.. يسوق بعصبية…
يتدخل زملاؤها لتهدئته.. يكاد الرجل يبكي قائلا:
- أنا؟! في سن أبيها تقول لي تلك الكلمة بلا حياء ولا حشمة؟!
يدنو أكثر من زملائها هامسا: “قالت لي كذا أمام الناس.. ألم تسمعوها؟! لِمَ لمْ تنهوها حينها؟!”
كتم زملاؤها ضحكاتهم.. شرحوا له أن الأستاذة من الشمال، وتلك الكلمة في اللهجة الشمالية عادية ومتداولة، ولا تعتبر كلمة مشينة وشتيمة كما عند أهل الجنوب…
توقفت الحافلة، تقدمت نحوه تعتذر.. كررت تلك الكلمة ثلاث مرات.. أغلقت زميلاتها فمها.. انفجر زملاؤها والسائق ضحكا…
تنفست الصعداء ورددت: الحمد لله أنني أدرس اللغة العربية الفصحى لا اللهجة العامية.. وإلا لا أدري كيف كان سيتصرف معي تلامذتي وأولياء أمورهم…!
ذة. نبيلة عزوزي