التعليم الأصيل الجديد: دعامة أساسية لإصلاح المنظومة التربوية
في إطار المجهودات المبذولة من وزارة التربية الوطنية لإرساء وتطوير ودعم التعليم الأصيل الجديد، والتي على أساسها تعمل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، من أجل تعزيز مكانة هذا القطاع وتوسيع شبكته ضمن مكونات المنظومة التربوية.
ووعيا منها بالمجهود الذي يبذله شركاؤها في القطاع، وأهمية الخبرات والتجارب التي راكمتها مؤسسات تربوية عمومية وخاصة على المستوى الوطني في هذا المجال
ووفاء منها لمنهج المقاربة التشاركية والتواصل الإيجابي المستمر مع باقي الشركاء…
نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بتنسيق مع اللجنة المركزية الممثلة لجمعيات العلماء بالمغرب المتابعة لملف التعليم الأصيل الجديد، واللجنة الجهوية لمتابعة ملف التعليم الأصيل: (الملتقى الوطني الخامس لمؤسسات التعليم الأصيل الجديد) في موضوع:(التعليم الأصيل الجديد: دعامة أساسية لإصلاح المنظومة التربوية) وذلك أيام: 27 28- – 29 ماي 2016 م بفندق طريفة بمدينة طنجة.
وقد حضر الملتقى كل من السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة، والسادة مديري ومديريات وزارة التربية الوطنية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، والسيد عمدة مدينة طنجة، والسيد المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطنجة، ورؤساء بعض المقاطعات، ورؤساء الخريطة المدرسية بالجهة، وأعضاء اللجن الجهوية والإقليمية المتابعة لملف التعليم الأصيل، ومديري مؤسسات التعليم الأصيل، وبعض المفتشين والأساتذة العاملين في هذا القطاع.
وقد تضمن برنامج الملتقى ما يلي:
1 – الجلسة الافتتاحية:
عشية الجمعة 27– 5 – 2016
بعد استقبال المشاركين، وتسليم الحقائب، وزيارة أروقة المعرض، بدأت الجلسة الافتتاحية بترتيل آيات بينات من قبل تلميذة من التعليم الأصيل الجديد. ثم تفضل السيد مسير الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية بالحاضرين، منبها إياهم أن برنامج الملتقى مليء بالمفاجآت الغريبة. بعد ذلك طلب من الحاضرين الوقوف لقراءة النشيد الوطني، ثم أعقب ذلك عرض فني من تقديم (كورال) المؤسسات التعليمية المحتضنة للتعليم الأصيل الجديد بطنجة.
ثم تفضل السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلمة ترحيبية توجيهية، بين فيها معاني شعار الملتقى، واهمية السياق الذي ينعقد فيه هذه السنة، حيث الاهتمام الملكي بالتعليم، واشتغال وزارة التربية الوطنية بمراجعة البرامج والمناهج مذكرا الحاضرين بمنجزات الأكاديمية في مجال إرساء وتوسيع مؤسسات التعليم الأصيل بالجهة، إذ احتلت الجهة المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد المتمدرسين الذي بلغ: 1437 تلميذا، وختم كلمته بدعوة المهتمين إلى العناية بالنوع بدل الكم فقط.
ثم تفضل السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة بكلمة، نيابة عن السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، الذي تعذر عليه الحضور، أشار فيها إلى المكانة العلمية التاريخية لمدينة طنجة، ثم حدد أربعة دعائم لإصلاح منظومة التعليم وهي: القرآن الكريم، والانفتاح على لغات وعلوم العصر الحديث، وترسيخ منظومة القيم والاخلاق الحميدة، والتشبت بالثوابت الوطنية. (العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي وإمارة المؤمنين). وختم كلمته بالتنويه بحرص السيد مدير الأكاديمية على فتح مؤسسات جديدة للتعليم الأصيل الجديد في كل مديريات الجهة.
ثم تفضل الأستاذ سعيد الصنير مدير مدرسة الأبرار للتعليم الأصيل الجديد بتطوان بكلمة بين فيها:
- أن النصوص التنظيمية للتعليم الأصيل الجديد جاهزة، وكاملة تحتاج فقط إلى رجال لتفعيلها.
- وأن التعليم الأصيل الجديد هو جزء من التنوع في العرض التربوي الذي يساير تنوع المغاربة.
- وأن للتعليم الأصيل الجديد وظيفتين: تكوينية وتنموية.
- وأن التمييز بين قدسية المضامين الإسلامية و أهمية الإبداع في العرض الديداكتيكي ضروري.
ثم تفضل السيد المندوب الجهوي لوزارة الوقاف والشؤون الاسلامية بكلمة موجزة ضمنها أهمية التعليم الأصيل، والتعليم العتيق في الحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة.
2 -الجلسة العلمية:
صبيحة السبت 28 05- 2016-. (الساعة 9 و 35 دقيقة).
المسير العام: ذ احمد الديني. المقرر: ذ أحمد دادسي. مسير العرض الأول: ذ ميلود أزرهون.
استهلت الجلسة العلمية بكلمة للأستاذ احمد الديني أكد فيها على أن التعليم الأصيل الجديد هو تعليم وطني كفيل بتدارك الاختلالات التي تعرفها منظومتنا التربوية، إن هو مكن له بشكل سليم. كما شكر كل المسهمين في إعداد هذا الملتقى عامة، والسيد المنسق العام للجنة المركزية الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي الذي (حرمنا منه في هذا الملتقى)، خاصة.
أما الأستاذ ميلود ازرهون مسير العرض الأول، فأكد على الطابع الرسمي للتعليم الأصيل الجديد، مبينا الفرق بينه وبين العتيق.
بعد ذلك تفضل الأستاذ محمد تريش (مفتش التعليم الابتدائي) بإلقاء العرض الأول: قراءة في المذكرات الوزارية المنظمة للتعليم الأصيل الجديد. بين فيه مفهوم الأصيل وظروف وأحوال نشأته، ثم حاول القيام بقراءة وصفية للمرجعيات المؤطرة للتعليم الأصيل الجديد، وهي: الخطب الملكية، والميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمذكرات الوزارية. وختم عرضه ببعض التوصيات التي تبلورت أثناء المناقشة على النحو التالي:
- ضرورة إصدار مذكرة إطار تتعلق بتخصيص ميزانية للتكوينات الخاصة بالتعليم الأصيل الجديد. (وقد أشار ممثل أكاديمية سوس ماسة إلى عدم وجود أي سطر في الميزانية يتعلق بتكوينات التعليم الأصيل خلافا للتكوينات الخاصة بالتعليم العام).
- التعليم الأصيل يحتاج إلى إرادات وإيرادات.
- ضرورة تحيين وتفعيل المذكرات الوزارية، خاصة تلك المتعلقة بمنسقي وأعضاء اللجن الجهوية والإقليمية.
- توظيف وسائل الإعلام المختلفة للتعريف بالتعليم الأصيل الجديد.
ثم تفضل الأستاذ سعيد الصنير بإلقاء العرض الثاني: التعليم الأصيل الجديد في سياق تنزيل التدابير ذات الأولوية، بين فيه النقط التالية:
- التدابير ذات الأولوية هي تطبيق جزئي تجريبي قصير المدى للرؤية الاستراتيجية.
- ضرورة تاطير التعليم الأصيل ضمن المشروع التربوي الوطني وعدم المبالغة في الخصوصية والتميز.
- الرؤية الاستراتيجية وثيقة تربوية غير ملزمة، وهي في حاجة إلى قانون إطار كي تكون ملزمة. (علما أنه لم يرد فيها ما يشير إلى التعليم الأصيل الجديد).
- ضرورة ربط المنهاج الدراسي بالمعايير الوظيفية، والحرص على مأسسة مد الجسور بين مكونات المنهاج عموديا وأفقيا.
ثم تفضل الأستاذ علال كوزة بإلقاء العرض الثالث: مناهج البحث العلمي وأهميتها في الممارسة التعليمية، تحدث فيه عن مفهوم المنهج وأنواع المناهج، ودعم تحليله بأمثلة تطبيقية من واقع المقرر الدراسي للتعليم الأصيل الجديد.
الورشات التربوية:
عشية السبت 28 – 5 – 2016.
بعد رحلة ترفيهية إلى ميناء طنجة المتوسط، توزع المشاركون على ست ورشات هي:
الورشة الأولى: مشاهدة ودراسة درس مصور في مادة القرآن الكريم بالتعليم الابتدائي.
الورشة الثانية: مشاهدة ودراسة درس مصور في مادة الحديث الشريف بالتعليم الابتدائي.
الورشة الثالثة: مشاهدة ودراسة درس مصور في مادة السيرة النبوية بالتعليم الابتدائي.
الورشة الرابعة: مشاهدة ودراسة درس مصور في مادة الفقه بالتعليم الابتدائي.
الورشة الخامسة: وضعية التعليم الإعدادي الأصيل الجديد.
الورشة السادسة: فكرة مختبر للبحث والتجديد التربوي في التعليم الأصيل الجديد..
وقد أسفر التدارس لمواد هذه الورشات وغيرها عن التوصيات التالية:
1 – تفعيل توصيات الملتقيات الوطنية السابقة
2 – التعجيل بعقد اليوم الدراسي الخاص بالثانوي التاهيلي الأصيل حتى يكتمل البناء ويستقيم العمل.
3 – يمكن لكل لجنة جهوية أو إقليمية إنشاء ما تراه مفيدا في دائرتها لملف الأصيل الجديد من مختبرات ومراكز وغيرها شريطة التنسيق مع اللجنة المركزية.
4 – تزويد السادة الأساتذة بدليل الأستاذ في المستويات التي لا يتوفر فيها الدليل.
5 – الحرص على استعمال الوسائل الحديثة في التدريس.
6 – التأكيد على الطابع الرسمي للتعليم الأصيل الجديد والتمييز بينه وبين التعليم العتيق، والتربية غير النظامية.
7 – إصدار مذكرة إطار تتعلق بتحيين المذكرات التنظيمية وإحداث سطر في الميزانية خاص بالتكوين المستمر المتعلق بالتعليم الأصيل الجديد.
8 – ضرورة التنسيق مع المجالس العلمية والمؤسسات ذات الصلة من أجل استكمال التكوين والتكوين المستمر وإنجاح العملية التعليمية التعلمية.
9 – اقتراح برنامج عاجل شامل لأيام دراسية إقليمية وجهوية من أجل التعريف بالتعليم الأصيل الجديد، وتوسيع شبكته، تفعيلا للمذكرة الوزارية 92 وغيرها.
10 – ضرورة تفعيل التعليم الأولي الأصيل، ومد جسور التواصل مع المربيات في التربية غير النظامية من أجل إدماجهن في المشروع.
11 – ضرورة تأطير التعليم الأصيل الجديد ضمن المشروع التربوي الوطني، وإدماجه ضمن التدابير ذات الأولوية
واختتم اللقاء الذي حضره حوالي (250)خمسون ومئتي مشارك، بقراءة التقرير العام، والتوصيات المنبثقة عن الملتقى، ثم الدعاء لأمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ، والاتفاق على تشريف جهة درعا-تافيلالت باستضافة الملتقى الوطني السادس إن شاء الله تعالى.
إعداد: د. امحمد الينبعي