…اعتقلت السلطات الألمانية – في خطوة غير مسبوقة- الصحفي المصري الشهير أحمد منصور في مطار «تيغيل» ببرلين وهو في طريق عودته إلى الدوحة بعد إجراء مقابلات صحفية لبرنامجه «بلا حدود» على قناة الجزيرة…تم الاعتقال استجابة لمذكرة اعتقال من الإنتربول الدولي مؤرخة ب 2 أكتوبر 2014 بناء على طلب سلطات الانقلاب المصرية… ما لم يتنبه إليه لا هؤلاء ولا هؤلاء أن أحمد منصور بحوزته تصريح رسمي من نفس الإنتربول الدولي بتاريخ 21 اكتوبر 2014 يبرئه من جميع التهم السخيفة التي ألصقت به… ومع ذلك أوقفوا الرجل وحققوا معه… وهناك أسقط في أيديهم بعدما قدم لهم الوثيقة التي تبرِّئُه، عندها فقط فهم القوم أن نظام الانقلاب المصري أوقعهم في ورطة وفضيحة سياسية ب«جلايل» قد تؤثر سلبا على مستقبل حكومة «ميريكل» المعروفة بصلابتها وقوة مواقفها إلى حدود الزيارة المشؤومة التي قام بها قائد الانقلاب في زفة من الرداحين والرداحات …
توقيف أحمد منصور حرك كثيرا من المياه الراكدة وأثار استياء العديد من المنظمات الحقوقية خاصة تلك التي تعنى بحرية الصحافيين صاحب كل ذلك مظاهرتان حاشدتان تنديدا بتوقيف أحمد منصور: واحدة في المطار والأخرى في اليوم الثاني أمام مكان احتجازه…
أخذت القضية إذن بعدا سياسيا لا يقل خطورة عن الفضائح التي حصلت لعدد من دول الغرب التي كنا نظنها حامية للديمقراطية و حقوق الإنسان و هلم سفسطة كفضائح «إيران كايت» و»مونيكا لوينسكي» وسجن «أبو غريب» و»كوانتانامو» واللائحة تطول ويأبى ربك سبحانه إلا أن يفضح المنافقين ومن والاهم و ينتصر للمستضعفين ومن والاهم {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}.
وإن تعجب فعجب كيف لدولة لها تقدير واحترام لدى جميع دول وشعوب العالم أن تتورط أو تُورَّط في هكذا مطبات والتي بدأت فعلا بالزيارة «النحس» وكان من أولى أماراتها توقف المصعد لأول مرة وفيه العجوز «ميركل» وضيفها الثقيل، وانتهت بالموقف الرائع لتلك الفتاة التي لقنت الضيف والمضيفة درسا قاسيا وأسمعتهما ومعهما العالم ما كان ينبغي أن يسمعا…
انتهت المهزلة بإخلاء سبيل الصحفي الشريف أحمد منصور دون أن يقابل النائب العام ودون أن توجه له أية تهمة، وخسأ المنافقون و الإعلام «الانكلابي» المأفون وقد أصيب طيلة أيام التوقيف بهستيريا من التشفي والسباب والسعار وقد بدأ بالفعل في العد التنازلي لتسليم «الإرهابي» و«الإخواني» أحمد منصور إلى السلطات المصرية… فرد الله كيدهم في نحورهم و خرج الأسد شامخ القامة مرفوع الهامة ليفضح المؤامرة في القادم من الأيام… {قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور} صدق الله العظيم، وخسأ هنالك المبطلون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي