…رأيت فيما يرى الرائي «خيرا اللهم اجعله خيرا» أن الجبل الذي يريد الانقلابيون في مصر أن يأووا إليه ليعصمهم من الماء قد حال بينهم وبينه موج عظيم، فأغرق بعضهم، بينما بقي البعض الآخر متشبثا ب«شفا جرف هارٍ» أو بعض أخشاب سفينة متهالكة، نجاهم ربهم حتى يكونوا لمن خلفهم آية…
أما الجبل -كما فسر لي بعض معبري الأحلام الصالحين – و الله أعلم- فهو المؤتمر الاقتصادي الذي تم تنظيمه بشرم الشيخ يوم الجمعة الماضي… والمؤتمر هذا يراد منه ستر ما بقي من سوأة القوم، ومناسبة لجمع ما تبقى من «الروز» في خزائن الإخوة في الخليج. أما الموج العظيم فتأويله -والله أعلم- هو تلك الأمواج البشرية المتزايدة التي تخرج كل يوم ترفض الانقلاب وتدعو إلى عودة الشرعية… تخرج بصدور عارية رغم القهر ورغم الظلم وعمليات القنص واغتصاب الحرائر في الطرقات وأقبية المخافر.
فالمؤتمر الاقتصادي الذي خاله الانقلابيون «عارضا مستقبل أوديتهم» فقالوا هذا عارض ممطرنا ما هو في الحقيقة سوى حمل كاذب حتى يوحي القوم للعالمين أن زواجهم ب «أم الدنيا» كان شرعيا وها هي أولى ثماره… حتى إذا انفض الجمع وهدأت الأوضاع، عاشروا «أم الدنيا» في الحرام وخلَّفوا منها بنين وبنات بالسفاح… فبالرغم من الاستعدادات اليومية والدؤوبة لإنجاح المؤتمر والتزيينات الهائلة لتغطية قبح الانقلاب… وبالرغم من اللوحة الإشهارية المعتمدة للمؤتمر والتي تتوسطها صورة خليعة رقيعة لفتاة «لابسه من غير هدوم» كما يقول المصريون، فجل الدول المشاركة في المؤتمر دول فقيرة جدا ولا يمكنها أن تنفق أو تستثمر شيئا في مصر… جيء بها من أجل تكثير العدد لا غير. إضافة إلى أن رمزية المشاركة كانت دون المستوى المطلوب فكثير من الدول شاركت إما على المستوى الوزاري أو على مستوى السفراء الموجودين في القاهرة. وكالعادة فأكبر الدول المشاركة والمانحة هي دول أصحاب «الرز» والذين يملكون أموال (متلتلة)… فهؤلاء ينفقون إنفاق من لا يخشى الفقر لعصابة استمرأت استعباد المصريين منذ أمد بعيد… وآلاف الأيتام والمشردين من حولهم يتضورون جوعا ويموتون بردا وكمدت وغما…
فوالله عنهن غذا ليسألنه
يوم تكون الأعطيات جُنه
فيساقون إما إلى نار أو إلى جَنة
وختاما… يبدو أن الانقلابيين سوف يخرجون من «المولد بلا حمص» على رأي إخواننا في مصر الحبيبة… وإن غدا لناظره قريب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي