ولد الشيخ رحمه الله في قبيلة تسول بإقليم تازة عام 1343 هـ الموافق لعام 1925
وقد عرفته رحمه الله في مجالس العلم، وحلقات الدرس بجامع القرويين العامر بفاس، منذ ثلاثة وعشرين عاما، فعرفت فيه الشيخ الناصح، والأستاذ المربي، والعالم الذي يفتح لك قلبه للسؤال، ويحرص على التبليغ والإفهام.
عرفته رحمه الله مجتهدا في درسه، حكيما في إلقائه، حيويا في تبليغه، لا يقبل الكسل، ولا يصاحب الكسالى، ويؤنب من رأى عليه علامات الخمول أو أمارات التراخي.
عرفته رحمه الله شديد الأدب مع سيدنا رسول الله وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، حريصا على غرس هذا الأدب في نفوسنا، وزرع تلك الروح في قلوبنا، وكان كثيرا ما يذكرنا بقصة وقعت له مع أحد شيوخه، نفعه الله بها، وأثرت في حياته كثيرا، خلاصتها أنه كان بين يدي أحد شيوخه في أحد الاختبارات، وخلال إجابته حضره كلام لسيدنا عمر بن الخطاب ، فقال: قال عمر، فلم يشعر إلا بيد الشيخ تصفعه على خده صفعة شديدة، والشيخ ينهره لإساءة الأدب على صاحب رسول الله وخليفته الثاني ، فتقبل ذلك من شيخه، بل إنه اعتز به، وظل يحكيه ويفتخر به..
لم يكن رحمه الله منغلقا على نفسه، ولا بعيدا عن مجتمعه، ولا غافلا عن هموم أمته، بل كان رحمه الله شديد الاهتمام بأحوال المسلمين، وما يتعرضون له من تقتيل مادي ومعنوي، يتابع أخبارهم، ويتألم لأوضاعهم، ويرى أن ما حل بالأمة من مصائب، وما نزل بها من بلايا إنما هو بسبب بعدها عن كتاب ربها وسنة نبيها، فكان يتألم لما وصلت إليه أوضاعها العلمية، وما تدنت إليه أحوالها السياسية والأخلاقية، تسمع منه ذلك إذا تكلم، وتقرؤه على محياه إذا سكت… كان لا يفتر عن استنهاض هممنا، ولا يتوقف عن تقوية عزائمنا من أجل الدفاع عن دين الله تعالى، وذلك بنشر العلم، وقول كلمة الحق..
كان له الفضل -رفقة صديقه الحميم شيخنا سيدي عبد الحي العمروي شفاه الله وعافاه- بعد الله تعالى في إعادة إحياء جمعية العلماء خريجي جامع القرويين، فقد ألحا علينا في ذلك، وساندانا في جميع الخطوات، وكانا يحضران معنا كل الاجتماعات التحضيرية، مرغبين ومحفزين وداعمين…
توفي رحمه الله يوم الخميس 2 ربيع النبوي 1436هـ (25/12/2014) وصلي عليه بمسجد الإمام مالك ظهر يوم الجمعة، ودفن بمقبرة باب الفتوح بفاس،
أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجمعنا به ومن سبقه من شيوخنا في مستقر رحمته مع الذين أنعم عليهم من أصفيائه وأوليائه.