د. موسى نجيب موسى معوض
السمة هي مفهوم يُستخدم للدلالة على الصفة التي يتَّصف بها الفرد، جسميةً كانت أو عقلية أو اجتماعية أو انفعالية، وهي تعبر عن استعداد ثابت لنوع معين من السلوك.
والطفل الموهوب – وفقًا للمفهوم الذي تبنَّته هذه الدراسة – هو طفل يختلف اختلافًا كليًّا عن أقرانه الذين هم في مثل سنِّه، وتتمثل هذه الاختلافات في مجموعة من السمات والخصائص، التي من الصعب أن نَصِف قائمة محددة بها، ولكن من الممكن أن نصل إلى ملامح عامة يتسم بها الموهوبون.
ومن هذه الملامح العامة التي يتَّسِم بها الموهوبون ما أكدت عليه الكثير من الدراسات والأبحاث التي تمت في مجال الموهوبين، ولعل أهم هذه الدراسات والأبحاث (دراسة لويس تيرمان Treman 1921) التي تمت على حوالي ألف طفل موهوب، وكانت دراسة طولية وتتبعية، واستخدمت اختبارات الذكاء من (140) فأكثر، وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الأطفال الموهوبين لم يكونوا من السهولة في الانقياد أو سقماء، أو أنهم أنماط غير اجتماعية، وكانوا يميلون إلى زيادة في الطول عن المتوسط، وأصحاء جسمانيًّا، وغالبًا ما يكونون في أماكن قيادية.
وقد أشارت دراسة كل من (والاس وكوجان) WallaceandKogan إلى أن للموهوبين مجموعة من السمات والخصائص، هي: الإقدام، وعدم التردد، والميل إلى صداقة وصحبة الآخرين، والتحلي بقدر عالٍ من الثقة بالنفس، والنظر بشكل إيجابي للذَّات، والتمتع بأعلى قدرٍ من التركيز والانتباه، والميل الشديد إلى العمل الأكاديمي، وكذلك تحمل القلق والضغط بمستوى متوسط، كما أن للموهوب قدرة عالية على الشعور بالحرية وضبط النفس.
كما حددت دراسة (كوكس Cox 1926) مجموعة من السمات العقلية والسمات الانفعالية والدافعية للأطفال الموهوبين؛ حيث ترى الدراسة أن السمات العقلية للموهوبين هي: استقلال التفكير، دقة الملاحظة، قوة الذاكرة، سرعة الفهم، والأصالة والابتكارية، وعمق الفهم، والعمل الذهني يكون مكرسًا للمشروعات الخاصة.
أما السمات الاجتماعية والانفعالية والدافعية للموهوبين، فهي: الثقة بالنفس، ويقظة الضمير، واتساع دائرة التأثير في الآخرين، وشدة التأثير في المقرَّبين إليه، والرغبة في القيادة، وفرض الإرادة، وصحة تقديره لذاته، وصحة تقديره لمواهبه الخاصة، والثقة في قدراته، وتكريس الجهد لأهداف بعيدة، والمثابرة، والبعد عن المعوقات، وثبات الجهد، والرغبة في التفوق.
كما توصلت دراسة (ماكينون D.W. Mackinnon) إلى أن للموهوبين سمات تميزهم عن غيرهم، وهذه السمات هي مستوى عالٍ من تقدير النفس وشدة التمسك باستقلالهم، فهم منتجون لا يتأخرون عن تأدية الأعمال، ويتمتعون بقدر عالٍ من الذكاء، وكذلك فإنهم يميلون إلى التعامل مع الأمور العقلية والذهنية، ويتحملون المسؤولية، ويمكن الاعتماد عليهم، ولديهم ميول متعددة، ويجدون متعة في ممارسة الخبرات الحسية.
كما أكدت دراسة (محمد نسيم رأفت وآخرين) على أن الموهوبين يتمتعون بمجموعة من الخصائص والسمات، هي: الذكاء، والمثابرة، والتصميم، والاكتفاء الذاتي، والواقعية، والاتزان الانفعالي، والدافعية.
كذلك يتمتع الموهوبون بسمات وخصائص عديدة؛ منها التحصيل العالي، مقارنة مع غيرهم ممن ليس لديهم موهبة، وأيضًا يتمتعون بالتفكير العقلاني المتفرد والمتأني، وهم كثيرو الجدل والمناقشة والاستفسار.
والطفل الموهوب يتسم بالإحساس بالمشكلات، والقدرة على إنتاج كثير من الأفكار والحلول الجديدة، والاتجاه المَرِن حول حل هذه المشكلات، وهو أقل قلقًا، وأقل حاجة للدفاع عن نفسه، وأكثر استعدادًا للاعتراف بأخطائه، ويميل إلى الاستقلال والتمتع بالكفاءة الذاتية، ويتمتع أيضًا بمستوى عالٍ من الواقعية واحترام الذات.
وقد حاولت (ماريان شيفل MarianSeheifele 1953) تقديم قائمة تضم مجموعة من السمات والخصائص التي يتميز بها الأطفال الموهوبون؛ حيث ذهبت إلى أنه من الوجهة العقلية فإن الطفل الموهوب تتوفر فيه السمات التالية، وهي:
• تكون لديه قدرة فائقة على التحليل والتعميم وفهم المعاني والتفكير المنطقي.
• يؤدي الطفل الموهوب أعمالاً عقلية شديدة الصعوبة، وهي قدرة تسمى بالقوة.
• الموهوب أكثر من غيره سرعة ويسرًا في التعليم، كما أنه يبدي حب الاستطلاع العقلي.
• لديه بصيرة نافذة في حل المشكلات، ولديه ميول أوسع مجالاً من غيره.
• ينجز العمل المنتج مستقلاًّ، ويعتمد على الابتكار والإنشاء في أعماله العقلية.
أما من الوجهة الجسمية، فتتوفر في الطفل الموهوب السمات التالية:
• أثقل نوعًا ما في الوزن وأطول في الجسم.
• خالٍ نسبيًّا من الاضطرابات العصبية.
• أكثر تقدمًا من حيث تكلس العظام، ويصل إلى مرحلة النضج في وقت أكثر تبكيرًا في المتوسط.
أما من الوجهة الوجدانية والاجتماعية، فترى ماريان شيفل أن الطفل الموهوب يتمتع بالسمات التالية:
• يتفوق في السمات المحبوبة للشخصية، وأكثر تعاونًا مع الناس.
• أكثر حساسية لروح الفكاهة، ولديه قدرة أكبر على نقد نفسه.
• أقل ميلاً للفخر بنفسه أو المبالغة في تقدير عمله.
• أكثر تفضيلاً للألعاب التي تقوم على القواعد والأنظمة؛ أي الألعاب المعقدة التي تتطلب تفكيرًا، ويكون أكثر ابتكارًا لشخصية خيالية يلعب معها.
وبذلك تكون ماريان شيفل قد قدمت قائمة تضم الخصائص والسمات التي يتميز بها الموهوبون في النواحي العقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية.
كذلك فإن الطفل الموهوب يتميز عن غيره من أقرانه ومن هم في مثل سنه في صنع أو عمل شيء ما على نحو أفضل منهم، والموهوب يكون فائقًا في مجال أو أكثر من المجالات التالية: (قدرة عقلية عامة تتمثل في الذكاء المرتفع يساعد الموهوب على التفوق الأكاديمي في مادة أو أكثر – التفكير الابتكاري «التباعدي» – الإنتاج الغزير للأفكار – الروح القيادية – القدرات الرياضية العالية).
وقد أشار كمال حسن بيومي إلى قائمة تضم مجموعة من سمات الطفل الموهوب، وتشمل هذه القائمة ما يلي:
• ميل الطفل الموهوب إلى طرح وإثارة الكثير من التساؤلات والتعلم بشكل أسرع ممن حوله.
• لديه ذاكرة قوية جدًّا.
• لديه حب استطلاع قوي، فضلاً عن قدرة غير عادية في التركيز على موضوعات ذات اهتمام.
• يتمتع بالقدرة على صياغة المشكلة وحلها، وهو غالبًا يفتقد المراحل المتوسطة في النقاش؛ ليصل مباشرة إلى الحلول النهائية.
• لديه خيال غير عادي.
• يظهر مشاعر وآراء قوية، ولديه حس غريب للمزاح.
• الميل إلى الكمال والمستويات العليا للأشياء.
كما يؤكِّد كمال حسن بيومي أنه ليس شرطًا أن تتوافر كل هذه السمات أو الخصائص في طفل موهوب واحد، ولكن على الأقل تتوفر فيه العديد منها.
كما أن هناك مجموعة من السمات والخصائص تميز الفرد المتفوق بالمقارنة مع كل مَن هو في فئته العمرية:
1 – التفوق في المفردات.
2 – التفوق اللغوي العام (التعبير).
3 – التفوق في القراءة.
4 – التفوق في المهارات الكتابية.
5 – التفوق في الذاكرة.
6 – التفوق في سرعة التعلم.
7 – التفوق في مرونة التفكير.
8 – التفوق في المحاكمات المجردة.
9 – التفوق في التفكير الرمزي.
10 – القدرة على التعميم والتبصر.
11 – الاهتمام بالغموض والأمور المعقدة.
12 – التخطيط والتنظيم.
13 – الإبداعية والخيال الإبداعي.
14 – التفوق في الجدة والأصالة.
15 – حب الاستطلاع.
16 – الحس المرهف بالطبيعة والعالم.
17 – المدى الواسع من المعلومات.
18 – الاهتمامات الجمالية التذوقية.
19 – الانتباه للتفاصيل.
20 – الأداء المتميز.
21 – الإنجاز المدرسي المتفوق.
22 – القيادة.
23 – الانتباه والتركيز.
24 – المثابرة.
25 – نقد الذات.
26 – الفطنة والجد.
27 – الخُلق العالي والانضباط العالي.
28 – الصدق والانفتاح والأمانة.
29 – يمكن الاعتماد عليه.
30 – نمو عام سريع.
31 – التفوق في المسؤولية الاجتماعية.
32 – التعاون.
33 – الحس العام المتميز.
34 – الشعبية بين الأقران.
35 – الحماس وحب الخبرات الجديدة.
36 – الحس الجيد بالنكتة.
37 – الإدراك الجيد للعلاقة الميكانيكية.
38 – الاتزان الانفعالي.
39 – الاكتفاء بالذات والثقة بها.
40 – الصحة الجيدة.
41 – طاقة ممتازة للعمل.
رغم كل ما عرض سابقًا من خصائص وسمات الأطفال الموهوبين من وجهات نظر مختلفة، إلا أن خصائص وسمات الأطفال الموهوبين ما زالت في حاجة ماسة إلى الكثير من الدراسات والأبحاث؛ للتعرف عليها وإدراكها إدراكًا محددًا من مختلف النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية والانفعالية والوجدانية؛ وذلك ليتيسر التعرف على هؤلاء الأطفال، ومحاولة اكتشافهم، ومن ثم رعايتهم والاهتمام بهم.