شــؤون صـغـيــرة – بعض ما جاء في باب الأسماء


ادعت صحيفة إلكترونية اسمها (جورنان=أخبار السوق) في عددها المؤرخ في 03 أكتوبر2014، أن (حسن الأمراني شاعر إماراتي؟؟!!)، استنادا إلى مقال له منشور في (هسبريس)، وليس في المقال إلا أن الشاعرـــ كان ــ يقيم بالشارقة، فهل اختلط على هيئة التحرير الاسم فصارت لا تميز بين النون والتاء؟ أم أصيبت بعمى الألوان؟ وهل بلغ بها الجهل ألا تعرف أسماء شعراء المغرب المعاصرين؟ ولو فتحت أي موقع إلكتروني على اسم الشاعر لاستحيت من صنيعها.
من عجائب ما وقع في تحريف الأسماء نقل الاسم العربي من الحرف اللاتيني إلى الحرف العربي. ومن طرائف ما وقفت عليه في ذلك، ما يقع عند ترجمة بعض أعمال المستشرقين، فللمستشرق الفرنسي بلاشير دراسة عن المتنبي، يتحدث فيها عن العالم اللغوي الأندلسي الشهير (ابن سيده)، وطبعا كان مضطرا لكتابة الاسم بالحروف اللاتينية حتى يفهم عنه القراء الذين يكتب لهم، فكتبه على هذه الصورة: Ibn Sidah فلما جاء المترجم العربي، وهو مترجم شهير وقدير، رده إلى العربية على هذه الصورة: (ابن صيدح)، وسيتعب القارئ نفسه وهو يبحث في أمهات الكتب عن ابن صيدح هذا فلا يجده، إلا أن يعود إلى النص الفرنسي. والشاعر المستوغـر almostawgir يصبح (المستوجر)..وهكذا..
وقد حرف الغربيون أسماء بعض علمائنا وعظمائنا إلى ما يناسب لغتهم، وما يخف على ألسنتهم، فصار ابن سينا (أفيسان)، وابن رشد (أفيرويس)، وصلاح الدين (صلادان)، بل حرفوا حتى اسم الرسول ، فإذا هو (ماهوميت) بدلا عن محمد. ولم يكن ذلك الصنيع بريئا في كل الأحوال، كما بين ذلك أهل الاختصاص، حيث ردوا اسم (ماهوميت) ــ على سبيل المثال ــ إلى معنى الظلام. وهكذا، ومن الغريب أن نجد بعض أبناء جلدتنا مصرين على أن ينطقوا بتلك الأسماء بصيغتها الأجنبية، وحتى سائق سيارة الأجرة يسهل عليه أن يبلغك (مستشفى أفيسان)، ويتردد في إبلاغك (مستشفى ابن سينا).. ومن الطرائف أن صديقا لي استقل سيارة أجرة وطلب من صاحبها أن يبلغه (الوداديات)، فقال إنه لا يعرفها.. فسأله: وهل تعرف (ليزاميكال)؟ فأجاب %