أقسمت جهد أيمانها:
والله لأنتقمنَّ لك منه يا أمي شر انتقام..!
أبرت بقسمها.. استهوتها نشوة الغلبة.. أبدعت في كيدها له .. زجت به إلى السجن وهي المتخصصة في دراسة القانون… لم تشفع له أبوته.. ولا شيخوخته ..ولا مرضه..
تدخل الأهل والمعارف.. فازدادت غرورا بقوتها.. تتعلل بطلاقه لأمها وزواجه من أخرى… وتتبجح بدرايتها للقانون وبمعارفها وجاهها…
“المتعلمات مثلك أرسلن آباءهن إلى الحج… بالغن في البرور بهم وتدليلهم.. وأنت بالغت في إذلال أبيك وأدخلته السجن.. هكذا تكون البنات المرضيات المثقفات وإلا فلا..”.
الآن، ترن في مسمعها هذه الكلمات لصديق له حين رجاها أن تعفو عن أبيها.. لكنها تعنتت..فخلصه من السجن، وأدى عنه كفالة مالية …
تابع حينها صديقه عتابه لها: “لا أدري إن طال بي العمر.. وسبقك هو إلى القبر.. ستشعرين بالحسرة والندم مهما كان.. إن بكيت أو تباكيت على جثته، فأنت تمساح منافق والبكاء عليه خسارة.. لأنك خاسرة…”.
تدخل الأهل والأقارب ثانية.. رجوها أن تعوده في مرض موته.. لكنها تعنتت كعادتها..
ارتمت على جثته تبكي وبداخلها حرقة تتأجج.. استفزتها نظرات إخوتها وعائلتها.. طلبت منهم أن يتركوها وحدها مع جثته.. بكت بأدمع حرى .. قبلت رأسه وكفيه وقدميه.. اعتذرت له.. لكن هيهات… هيهات…
كانت قد اشتهرت ببراعتها في القانون.. وبكفاءتها المهنية.. لكنها أصبحت مشهورة بعقوق أبيها.. لم يخلصها الأطباء النفسانيون ولا العقاقير الطبية من اجترارها الحسرة والندم والأرق والاكتئاب.. تزور قبره.. تبكي بمرارة.. تعتذر له.. لكن هيهات .. هيهات…
ذة. نبيلة عزوزي