- إجماع على أهمية التعليم العتيق في تعزيز المنظومة التعليمية ببلادنا
– تأكيد أهمية استكمال إصلاح هذا التعليم باستحداث نظام الماستر والدكتوراه
كان يوم الأربعاء 7 رجب 1435هـ الموافق ل07/05/2014م يوما مشهوداً بمعهد أبي بكر الصديق للتعليم النهائي العتيق، برز المعهد فيه في أبهى حلة وهو يستقبل ضيوفه وزواره الذين وفدوا من مناطق مختلفة ليشهدوا حفل تدشينه، الحفل الذي ترأسه السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أحمد التوفيق والسيد عامل إقليم مولاي يعقوب وعدد من مسؤولي السلطة المحلية، وحضره عدد من السادة رؤساء المجالس العلمية المحلية، ومن السادة المندوبين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمنطقة. وشهده نخبة من العلماء والعالمات، وعدد من مديري وأساتذة مدارس ومعاهد التعليم العتيق من أنحاء المغرب (من طنجة إلى تزنيت) وأساتذة الجامعات وعدد من القراء والخطباء والوعاظ وثلة من المحسنين وأهل الخير وكثير من طلبة العلم.
وقد أشرف على تنظيم الحفل الأسرة المكونة لمؤسسة المعهد: إدارة وأساتذة وطلابا، ولقد كان، بحمد الله، تنظيما موفقا.
تميز الحفل بكلمة السيد الوزير الذي أعطى نبذة تاريخية عن التعليم ببلاد المغرب، أوضح فيها أن التعليم انطلق من المسجد وارتبط بالدين وأجاب عن أسئلة الواقع، وقاد حضارة الأمة في كل مجالات الحياة، وأبرز أن هذا التعليم استمر وتطور وشاع بتضافر جهود سلاطين المغرب وعلمائه وزواياه ومجتمعه، وإذا كان الاستعمار الغاشم قد أضعفه بشتى الطرق، فإن الاستقلال لم ينصفه ولم يدعمه إلا في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حين صدر القانون المنظم للتعليم العتيق وانطلقت مجالس العلم وحلقات الدرس بجامع القرويين وغيره ليحيا من العلم ما اندرس ويتجدد منه ما بلي.
السيد الوزير أبرز أهمية هذا الصرح العلمي، معهد أبي بكر الصديق للتعليم النهائي العتيق، وغيره من معاهد العلم الشريف في تخريج علماء ودعاة يسيرون في الناس بإسلام الحق، إسلام الوسط والاعتدال، ويحفظون للأمة ثوابتها.
كما أكد رعاية أمير المؤمنين حفظه الله تعالى للتعليم العتيق ودعمه المتزايد له ولأهله.
ثم توالت على منصة الحفل البهيج كلماتٌ صادقة ومؤثرة؛ أولاها كانت للسيد مدير المعهد، والثانية لأحد الأساتذة نيابة عن زملائه، وأما الثالثة فكانت لممثل الطلبة. وقد أجمعت هذه الكلمات – بعد الترحيب بالضيوف – على محورية التعليم العتيق ودوره الريادي في نهضة الأمة والحفاظ على هويتها، وأن لا صلاح للأمة ولا ريادة لها إلا بالعلم، ولا رشد للعلم إلا بالانطلاق من الوحي والاهتمام بالعلوم الخادمة له.
ولقد أكدت بعض الكلمات أهمية استكمال إصلاح منظومة التعليم العتيق باستحداث نظام الماستر والدكتوراه لما فيه من أهمية بالغة في تكوين الخريجين العلماء القادرين على الاجتهاد والمشاركة الإيجابية في المجتمع، آملة أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.
كما تمت الإشادة بالجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل ترسيخ منظومة التعليم العتيق، سواء فيما يتعلق بنظام التدريس والشهادات، أو فيما يتعلق بإحداث أو بالترخيص لمدارس ومعاهد جديدة للتعليم العتيق، التي من ضمنها هذه المعلمة الفتية: “معهد أبي بكر الصديق للتعليم النهائي العتيق” التي تعد بحق معلمة ستتكامل وظائفها مع باقي مؤسسات التعليم العتيق، لتكون لبنة من اللبنات البانية التي ستضيف قيمة نوعية لهذا النوع من التعليم إن شاء الله تعالى. وقد تم التنويه بجهود من أسهم في تأسيسها من المخلصين خدمةً للعلوم الشرعية بهذا البلد الأمين، وقبل ذلك وبعده، سيراً على نهج القرويين، ودعما لما يحمله من رسالة سامية، واستحضارا لكل ما يتضمنه هذا الصرح الجامع (جامع القرويين) من دلالات روحية وعلمية وحضارية ووطنية وإنسانية، حينما حافظ على هوية الأمة على امتداد التاريخ، ورسخ مبدأ الوسطية في الاعتقاد والفكر والاجتهاد والسلوك.
كما ألقيت قصيدتان شعريتان جادت بأولاهما قريحة الدكتور محمد والسو وبالثانية الطالب عبد الودود من نيجيريا، وقد أبرزت القصيدتان معا روح الحدث، ونوهتا بالعلم وأهله والداعمين له والمشرفين عليه والراعين له، واستبشرتا بمعهد أبي بكر الصديق والقائمين عليه.
وبما أن الحفل حفل تدشين وتعرف المعهد عن قرب، فلقد نُظمت للضيوف جولة في أروقة المعهد وأقسامه، واستمعوا إلى توضيحات عن نظام الدراسة والتكوين به وطريقة سيره.
وجدير بالذكر أن “معهد أبي بكر الصديق للتعليم النهائي العتيق” مؤسسة خاصة تعنى – كما يدل على ذلك اسمها – بالتعليم النهائي العتيق، ولقد فتحت أبوابها لاستقبال أول فوج بها للطلبة الحاصلين على البكالوريا في التعليم العتيق مع بداية هذه السنة الدراسية الحالية: 2013 – 2014 م. ومقرها بإقليم مولاي يعقوب، تبعد عن “عين الله” بحوالي ستة كيلومترات في اتجاه طريق سيدي قاسم.
إعداد: د. يوسف العلوي