قرر الجيران مواجهته.. أي جار جديد هذا؟! يظل النهار كله في الشرفة يرقب جاراته.. طرقوا بابه.. رحبت بهم زوجه وألحّت عليهم أن يدخلوا لزيارته.. توجهت بهم نحو الشرفة حيث يجلس.. تناهت إلى سمعهم عبارات ترحيبه بهم.. جثموا في مكانهم يتبادلون النظر… قـال لهـم باكـيا : -والله أنتم خير جيران.. ما أطيبكم! كم أسعدتني زيارتكم؟! احتضنوه وأجهشوا بالبكاء… خجلوا من أنفسهم، فالرجل مكفوف وأقعده المرض على كرسي متحرك…! أكرمتهم زوجه أيّما إكرام.. فتضاعف خجلهم .. قال لهم الجار الجديد: – أنتظر بفارغ الصبر أن يتفق سكان العمارة على إحداث مصعد كهربائي.. استفسره أحدهم: – أتريد الجلوس في المقهى؟! – كلا والله، بل أريد أداء الصلوات الخمس في المسجد.. إني أبكي كلما سمعت الآذان! أحدثوا مصعدا كهربائيا، وأصبحوا يتناوبون على اصطحابه إلى المسجد وإلى الترويض الطبي إلى أن تعافى..!
ذة. نبيلة عـزوزي