315 لحزب الله إيران وليس لحماس “أعوان”
لم يكن للشيعة وزن كبير في لبنان قبل استقلاله وبعد استقلاله، رغم أن رئاسة البرلمان كان ومايزال وقفاً عليها لكن بعد نجاح ثورة الإمام الخميني التي انطلقت من باريس واختفاء موسى الصدر في ليبيا أصبح للطائفة وزنٌ كبير ولمع اسمُ حزب الله وخفَتَ صوتُ “أمل” الشيعية بعد صراعات بينهما. حزب الله منظمةٌ شيعية مغلقة تخضع لنظام صارمٍ ودقيق، لا ينضم إليه أي فرد إلا بعد إعداده وتربيته وإخضاعه لامتحانات وتجارب شتى حتى يقع الاطمئنان إليه وضمان ولائه الخالص لمبادئ الحزب. وحزبُ الله يعيش في فضاء شيعي خالص، إذ يصعبُ أن يتسرَّب إلى هذا الفضاء أجنبيٌّ عنه من الجواسيس والدخلاء وأصحاب أهداف مغايرة، لذلك، أخفقت محاولات اختراقه. وشبابُ الحزب رضعُوا مبادئه منذ ولادتهم، وفيهم كثير من الأيتام، وكلّ واحد منهم مستعد لفداء الحزب بنفسه وماله وأهله. وهناك الطاعة المطلقةُ للقيادة، وهي قيادة دينية محضة، ثم إن حزب الله مسنودٌ أساساً من إيران ثم من سوريا التي تشترك قياداتٌ مؤثرة مع إيران في التشيع. ومن المعلوم أن سوريا ساندتْ إيران في حربها مع العراق الذي كان مدعومًا من الخليج وبعض الدول العربية الأخرى.
أما حماس، فهي نتاجُ حركةٍ لإخوان المسلمين في الكويت ومصر وغيرهما، أسسها الشهيد أحمد ياسين رحمه الله توجد في وسطٍ مفتوحٍ للجميع من أصحاب المنظمات والتيارات الفلسطينية الأخرى وعلى رأسها فتح التي كان أكثرُ مؤسسيها من الإخوان المسلمين الذين أُبْعِدوا عنها بوسائل شتى، حتى كادت تصبحُ خالصةًً لليسار الذي تحول معظمُه إلى طبقة من الأثرياء المتعاونين مع أمريكا وإسرائيل والدول العربية المتأمْركة!!
إن حماس مفتوحة أمام الجميع ومن أشد الناس عليها خونةٌ من أقرب الأقارب الذين باعوا دينهم ووطنهم وشرفهم كما رأينا الأمر واضحاً في اغتيال المهندس البطل يحيى عياش. وقد تكررت الخيانةُ في الاعتداء على غزة حيث كانت هناك عيون فلسطينية من الأقارب ومن فتح، تراقب حماس لحساب الصهاينة وهناك قصصٌ كثيرةٌ متداولة في الموضوع.
لحزب الله إيرانُ ثم سوريا أما حماس فليس لها “دولةٌ سنيةٌ” تساندها بل إن بعض الدول “السنية” تتآمر عليها فهناك مثلاً جهاز أمني قوي يضم أكثر من خمسة آلاف فلسطيني تدربوا في بلاد “سنية” وربما بإشراف أمريكي وبتمويل “سني” منهم من التحق بالعمل في الضفة وزاول مهمته بإخلاص وعنف قبل الاعتداء على غزة وأثناء المحرقة، ومنهم من كان ينتظر في العريش هزيمة حماس للانقضاض على غزة والفتك بحماس!!
إن حماس منظمة إسلامية إخوانية مستقلة لا ولاء لها إلا لله وليست خاضعة للنفوذ الإيراني كما يروجُ الإعلامُ المتأمْرك، وتمتاز بتربية روحية وإيمانية عالية ويكفي أنه لا يُقبل فيها إلا من كان حافظاً لكتاب الله، مأموناً ومستعدا للموت في سبيل الله ولقد شاهد بعضُ المغاربة الموثوقُ بهم وخَبر عن قرب واقعَ حماس أثناء المحرقة وبعدها، وصرح لبعض أصدقائه أنه كان أمام نوع جديد من المسلمين : رجالاً ونساءً وأطفالاً وفي الإدارة والشارع والبيوت : نظامٍ أمني محكم، وتعاون اجتماع عظيم، ومستوى ثقافي سام، وروح اسلامية عالية، ووعي عميق وشامل، وأناقة ونظافة نادرتين ومستوى حضاري إسلامي جدير بأن ينتسب إلى العصور الاسلامية الزاهرة، وتسليم مطلق لقدر الله وقضائه، وقال غيره : لقد عالجت الطفل والمرأة والرجل فشاهدت معنى الصمود ومواجهة الموت والعاهات والجروح الخطيرة بصبر وأناة بل وإصرار على الحياة بشرف والموت بعزة وكرامة.
إن القصص الرائعة التي يرويها من شاهد أهل غزة أثناء المحرقة وبعدها جديرة بالتسجيل..
إن هذا النوع من المسلمين مكتوب له النصر لذلك فإن الغرب بزعامة أمريكا وحلفائها وعلى رأسهم : ساركوزي الصهيوني إلى النخاع وميركيل و براون وكذلك عملاؤها في بلاد “السنة” وأذنابها في فلسطين سيبذلون جميع الوسائل الظاهرة والخفية الناعمة والعنيفة للقضاء على ظاهرة “حماس” خشية أن تنتشر في البلاد العربية. وقد جرب “الناتو” وأتباعه بقواته الجهنمية في أفغانستان فما حصد سوى الهزائم حتى أصبحنا نسمع تصريحات نائب أوباما بأن هزائمهم في أفغانستان يمثل تهديداً لأوربا ولأمريكا، والعالم الاستعماري يعتبر ترسيخ الوجود الصهيوني هدفا استراتيجيا مقدساً… لذلك يجب القضاء على حماس بجميع الوسائل.. والعجب أن العالم السني في بلاد العرب والعجم ينساق معظمُه في ركاب الغرب للقضاء على ظاهرة غزة لقاء وعود تافهة. في حين نجد العالم الإثنا عشري الذي ينتظر عودة إمامه المهدي يعمل تحت راية ولاية الفقيه لتوحيد عالمه وتقويته واحتضان أقلياته في العالم الاسلامي، ونشر دعوته ومبادئه التي تجمع بين التشيع الرافضي والسياسة الإيرانية. وزيارةُ الرئيس أحمدي نجاد بجزر القمر دليل على خوَرِ العالم السني وغياب استراتيجية رشيدة بإفريقيا وانتشار الفوضى ا لروحية فيه وتخبطه ولا سيما عالم “الأعراب”.
وأخيرا فإن حزب الله وراءه دولة صريحة في ولائها ومساندتها لأقلياتها وأتباعها وفية لمبادئها، ويكفي أن نشير فقط لمحطاتها الفضائية الملتزمة بدعوتها الشيعية والمبادئ الأخلاقية. أما عالمُ الأعراب السُّني فلا التزام، ولا مساندة، ولا خطة رشيدة ولا حماية لإخوانها في افريقيا وآسيا، وأقلياتها في العالم ويكفي أن نشير إلى محطاتها الفضائية التي يمتلئ الكثيرُ منها بالفسوق والعُري والدعوة إلى الفحش والخنا وتخريب الأخلاق وتقويض الأسرة والترويج للثقافة المنحطة في الغرب ولا حول ولا قوة إلا بالله، فاللهم ولّ علينا خيا رنا ولا تول علينا شرارنا” آمين.