315 فـي مـهـب الأزمـة
جميل أن تسمع من أعضاء حكومتنا أن المغرب لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية، وجميل أن نرى أثر البذخ باديا على وجوه القلة من أبناء هذا الوطن… لكن الذي يتجول في أسواقنا وحاراتنا يحس بأن كلام الإذاعات لا معنى له… اِسألوا ذلك الموظف البسيط وذلك الأجير الذي لا تتعدى أجرته ثمن “الگازوال” الذي يحرقه أبناء الذوات أسبوعيا في شوارع مدننا، فستسمعون ما يدمي الفؤاد… إن الأزمة آخذة بخناقنا، حتى أننا لم نعد قادرين على تأمين أبسط حاجياتنا من زيت وسكر ودقيق وقليل من الخضر، أما اللحوم فلا أتحدث عنها…
إن الذي يقول بعدم تأثرنا بالأزمة، ربما لم يلج سوقا للخضر قط، ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن ثمن الكيلو من البطاطس، و عن ثمن قرص الأسبرين في صيدلياتنا..
أيها السادة الوزراء اِنزلوا من أبراجكم العاجية، واكتووا بقليل من رمضاء هذا الوطن… اِسمعوا ولو مرة واحدة نبض هذا الشعب الصبور…
إننا نقول لكم -نحن المستضعفين من أبناء أمتكم- إن الأزمة عشناها قبل الغرب ولازلنا نعيشها وبضراوة تكاد تنهد لها الجبال… فبربكم لا تزيدوا من ألمنا بتصريحاتكم التي هي أشبه بالرقص على الجراح… إن لم تفعلوا شيئا من أجلنا، فيكفيكم أن تكفوا ألسنتكم قليلا، لأن كلامكم يدمينا… ودعونا نهمس في آذانكم، أو بالأحرى نزعق في آذانكم لعلكم تسمعوننا، ونذكركم بالمثل المغربي (مَاحَاس بِالمزْود غِير اللِّي مخْبوط بيه)..
وأخيرا وليس آخرا، نحن في قلب الأزمة، وكفى…!!