..كثيرا ما نلوم الإعلام على قلب الحقائق والتدليس على الناس عن طريق تلميع الباطل وغمط الحق حتى يختلط على الناس البقر….. كل هذا صحيح ولكن الصحيح أيضا أننا كمستهلكين لهذا الإعلام علينا مسؤولية التمحيص والتثبت مما يلقى إلينا آناء الليل وأطراف النهار… فلا نتلقاه بأفواهنا دون تمحيص ولا تدقيق فنتحول الى أبواق نروج نفس البضاعة الكاسدة. فما ذنب الإعلام عندما يخبرك في الصباح بأن الإخوان في مصر لا يزيد عددهم عن 500 ألف، وفي مساء نفس اليوم يقولون لك بأن كل المظاهرات في الشوارع إخوان. أو عندما يخبرونك بأن هناك مسيرة لمؤيدي مرسي تضم العشرات تصدى لها الأهالي فأحدثوا فيها إصابات بالمآت ؟؟ لِمَ يتحدثون بإسهاب وبتنسيق تام بين جميع القنوات عن “أخونة” الدولة في عهد مرسي مع أن عدد الوزراء الإخوان وقتها لم يتجاوز الستة؟ ولكن عندما أصبح جل الوزراء من جبهة إنقاذ وفلول ومعظم المحافظين عساكر لم يتكلم أحد عن “عسكرة” الدولة. لِمَ يفهمونك بأن ثورة 25 يناير لم تكن ثورة وإنما انقلابا وأن الثورة الحقيقية هي الثورة الحقيقية، ثم يقنعوك بعدها مباشرة بأن الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير؟؟
عندما يفهمونك بأن 33 مليون مواطن خرجوا لميدان التحرير في 30 يونيو مع أن مساحة الميدان لا تتعدى 45 متر مربع. بينما مساحة مشعر عرفات يبلغ 196 متر مربع ويجمع بالكاد حوالي 3 مليون حاج ؟؟ عندما تجد على رأس الإعلاميين وواضعي الدستور شابا يدعى محمود بانكو (نوع من المخدرات) يبكي عندما يستمع لسورة “طلع البدر علينا”….. و فنانة معروفة تعتبر عمرو بن العاص أحد المبشرين الاربعة بالجنة…..و إعلامي يتهم الإخوان بأنهم و راء سقوط الاندلس….و زميله الذي يدعي بأنهم وجدوا كرة أرضية حقيقية تحت منصة رابعة العدوية بعد فضها و أن الإخوان كانوا بصدد صناعة قنبلة كيماوية في المكان و لكن الله سلم…؟!
عندما يقنعوك بالفيديو أن الحافلة التي كانت تقل جنودا في سيناء تعرضت لهجوم انتحاري وتفحمت عن آخرها و مات فيها 11 جنديا …. و مع ذلك بقيت حقائبهم سليمة لم يمسسها سوء….ثم يحضر يتم حمل 24 صندوق في جو جنائزي مهيب بحضور السيسي مع أن عدد الشهداء كان 11 فقط…؟!! عندما يحدثونك بكل هذه الأكاذيب وتصدق فالمشكل فيك وليس في الإعلام المضلل، أنصحكم بمقاطعة الإعلام المصري و من يواليه، {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر لوكيلي