التاريخ يخبرنا أن حكم العسكر غالبا ما يكون حكما استبداديا، فرديا ومنتهكا لأبسط الحريات، نتذكر من غير أن نطوف بالأسماء : هتلر، موسوليني، فرانكو، سالازار، ببنوشي….
أما مآسي وطأة الأحذية الثقيلة على الشعوب العربية فحدث ولا حرج، فمن عبد الناصر الذي كمم أفواه المعارضة، وقاد الأمة العربية لأكبر هزيمة في حزيران الأسود، وبدل أن يعترف بخطأ قياداته العسكرية، أطلق إعلامه المرتزق ليروج لمقولة “النصر رغم الهزيمة”، ومرورا بالقذافي الذي جعل من شعبه مجرد كومبارس يؤثث به خرجاته الإعلامية، وحماقاته السياسية، وليس انتهاء بما جرى في عهد بنعلي، ويجري في اليمن السعيد، وسوريا وغيرها من البلدان التي تئن تحت أحذية العسكر… واليوم يحاول جنرالات مصر أن يوهمونا بأن انقلابهم على الشرعية والديمقراطية ما هو إلا إنقاذ لثورة الشعب المصري العظيم، والوقوف ضد “أخونة” الدولة، وهذا الكلام البئيس لا يصدقه حتى رأس هذه الفتنة ومدبرها “الجنرال السيسي” الذي تحركه الآلة الصهيونية من وراء الستار، وهو نفسه لم يعد قادرا على التراجع لولوغه في دم الأبرياء في ميدان رابعة العدوية،… في أتون هذه الحرب الشرسة التي يشنها العسكر على أبناء الكنانة، وقف الإعلام المرتزق وفنانو الريع ومثقفو السلطة ضد رغبة الشعب وفي صف الظلم، حيث سيلعنهم التاريخ يوما، ويلعنهم الضمير الإنساني الحر:
في زمن الأتين للحكم على دبابة أجيرة أو ناقة العشيرة لعنت كل شاعر لا يقتني قنبلة كي يكتب قصيدته الأخيرة(ü)
ذ. أحمد الأشـهـب
———-
(ü) أحمد مطر -ديوان لا فتات.