كلام بسيط في العقيدة
ذ. أحمد الأشـهـب
من طبعي أن أحب البساطة في كل شيء، بما في ذلك التمكين لفكري ومعتقداتي، لذا كنت أتحرى كثيرا حين أقرأ أو أسمع لأي كاتب أو عالم وهو يخوض في بيان أسس عقيدة المسلم، ولاسيما إذا كان من المطنبين أو المغالين في بسط مفهوم العقيدة، حتى يخيَّل للبسطاء من الناس أن عقولهم لا تحتمل كل هذا الكلام… في حقيقة الأمر أن عقيدة الإسلام هي من أبسط العقائد، وبدون الخوض في دقائق الأمور، يمكن القول إن وحدانية الله عز وجل والتي هي المرتكز في عقيدتنا لا تستوجب كل هذا الكم من الحبر ومن الكلام، فربوبيته وألوهيته سبحانه وتعالى تتحدد في كونه سبحانه واحد أحد، ليس كمثله شيء، وقادر على أن يفعل ما يشاء، وقت ماشاء، وكيفما شاء… وبذلك فالإنسان وسائر المخلوقات تخضع لمشيئته وجبروته، وتحضرني في هذا المقال، قصة طريفة لأعرابية بسيطة، لم تعرف سوى الصحراء مرسما، أنها صادفت يوما أحد الـمتعالمين وهو يحمل فوق ظهر بعيره كما هائلا من الكتب، فسألته بغرابة عن سر هذه الحمولة، فرد عليها بشموخ العارفين بالله : إن فوق ظهر هذا البعير ما يزيد على ألف كتاب كلها تؤكد على وحدانية الله عز وجل.
فردت العجوز ضاحكة : يا سبحان الله على عمائك، كيف تغيب عنك وحدانية الله عز وجل في كل هذا الكون البديع، وتبحث عنها في حِمْلِ بعير.. وأكتفي بهذا الكلام حتى لا أُحَمِّل عقلي البسيط ما لا يحتمل.