ذ. عبد الحي العيوني
القلم وسيلة رئيسة للمعرفة به نعرف الأشياء التي نجهلها في هذا الكون الفسيح بدءا من أصغر الأمور وأبسطها،إلى أكبر الأمور وأعقدها به، استطاعت الإنسانية به أن ترقى وتتخطى كثيرا من الصعاب في حياتها عرفت بالقلم مكونات المادة وأسرارها، من خلال مختلف العلوم الدقيقة فيزياء كيمياء رياضيات طبيعيات، فشكلت المادة وركبتها من مواد الطبيعة، فأنتجت كل سبل العيش ورفاهيته من سيارة وطائرة وباخرة، كما أنتجت كل وسائل الهلاك والدمار دبابات صواريخ قنابل، وذلك كله بفضل القلم الذي يدون الأفكار فيحولها لإنسان إلى أمور واقعية قد تكون في صالحه أو لا تكون في صالحه.
إن القلم هو لصيق بالإنسان، وهو علامة فارقة بينه وبين مخلوقات عديدة لأنه به يتعلم ليرقى عقله وسلوكه، وليبقى هذا الإنسان محافظا على إنسانيته باعتبار أن الإنسان هو كائن حي عاقل ناطق والقلم وسيلة لرقي عقله وتحسين نطقه، ومن هنا ظهرت كتابات عديدة سطرها القلم في مئات من الصفحات على شكل كتب ومجلدات اهتمت بالإنسان محاولة منها معرفة خصائصه، وكشف أسراره، وموجهة نشاطه الحركي والسلوكي في الوجود على أسس إنسانية؛ سواء مع إنسان مثله، أو ما يحيط به من مفردات الطبيعة، ومكوناتها تجلى هذا في كتابات علماء الدين الذين اهتموا بدراسة النصوص التي مصدرها الخالق سبحانه من اجل فهمها، واستيعاب مضامينها لتحويلها إلى سلوكيات مجتمعية تليق بالإنسان، أو في كتابات الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاجتماع وعلماء الاقتصاد والسياسة.
إن القلم كان وما يزال وسيبقى إلى ما شاء الله ميزة الإنسان التي يتميز بها عن باقي الكائنات لذا دعاه إلى العلم التعلم عندما قال له ” اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مال يعلم” فلنتأمل دلالة القلم ولنجعله شعارنا وسلاحنا وخاصة ونحن نعيش هذه الأيام نسمات هبوب طلائع الشهر الكريم شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن الكريم، الذي حظ على العلم والتعلم بواسطة القلم في أول سورة نزلت فيه.
مع تحياتي للجميع وخاصة محبي القلم