1- معنى العيد في اللغة:
العيد في معناه العام اللغوي ما يتكرر في فترة إلى أخرى، وأصله ما اعتادَ الإنسان من هَمٍّ أو مَرَضٍ أَو حُزْن ونحوِه من نَوْبٍ وشَوْقٍ؛ ومن ثم كان العيد عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن. غير أنه مع كثرة التداول اختص بالفرح دون الحزن، فسُمِّيَ العِيدُ عِيداً لأَنَّه يَعُودُ كلَّ سَنَةٍ بفَرَحٍ مُجَدَّدٍ، ويجتمع فيه الناس.
واشتِقَاقُه من عادَ يَعود كأَنَّهم عادُوا إِليه، وقيل: اشتِقاقُه من العادَةِ لأَنَّهُم اعتادُوه. وعَيَّدُوا إِذا شَهِدُوا العِيدَ.
2- العيد في اصطلاح الشرع:
وأما في الاصطلاح الشرعي فمعناه أخص من التعريف اللغوي؛ فهو يختص بالمناسبات السارّة. جاء في الإقناع: والعيد مشتق من العود لتكرره كل عام وقيل لكثرة عوائد الله تعالى فيه على عباده وقيل لعود السرور بعوده، وجمعُه أعياد، وقد يخص في الاصطلاح الفقهي العرفي بيوم الفطر من رمضان وهو أول يوم من أيام شوال، ويوم الأضحى وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ليس للمسلمين عيد غيرهما.
3- معنى الأضحية في اللغة.
جذر الكلمة في العربية : (ضحا)، يقال: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ على مثال العَشِيَّة: ارْتِفاعُ أول النهار. وبعده الضُّحى، (مقصورة مؤَنثة) حين يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمس جدّاً، وبها سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى، ثم بعد ذلك الضَّحاءُ إِلى قَريب من نِصْفِ النهار.
وضَحَّى بالشاةِ: من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى في وقت الضُحى، هذا هو الأَصل…
وأما قولهم ضحى بالشيء، من غير أن يرتبط هذا الشيء بالأضحية -زمنا وحدثا- فهو من الاتساع والمجاز، أو الاستعارة.
4- معنى الأضحية في اصطلاح الشرع:
وفي اصطلاح الشرع: الأضحية ما يذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
5- الضحية في العيد:
نعم الضحية وليس الأضحية، فلقد أصبح للأضحية في أيامنا هذه معنى آخر، حيث يذهب ضحيتها كل من المضحّي والأضحية.
فالمضحِّي يذهب ضحية الإعلام الفاسد(في الشوارع، والأسواق الكبيرة والعديد من وسائل الإعلام الأخرى المكتوبة والمسموعة والمرئية) هذا الإعلام الذي يُزين له القرض ـ وكثيرا ما يكون ربويا ـ لكي يشتري بها أضحية العيد التي هي قربان لله تعالى، والتي هي سُنّة مشروعة للمستطيع، وليست واجبا – حسب ما نسمع من علمائنا وفقهائنا – لكن إعلامنا يريد أن يجعلها واجبة مفروضة بالقوة والفعل بما توحيه هذه الوسائل الإشهارية للمتلقي، فلا يجد عنها مناصا، تحت ضغط طلب الأولاد والجيران ونحو ذلك، ومن ثم يذهب ضحية هذا الإعلام. مع أنه لو كان العيد عيدا وفق متطلبات الشرع، لكفى الغنيُّ الفقيرَ شراءَ الأضحية بالتصدُّق بثلثها كما هو معروف في الحديث النبوي المشهور. أو بشرائها بشكل كامل، خاصة ونحن في زمن يعدل فيها الناس كثيرا، وبالأخص الأغنياء، عن شراء أضحية الضأن تجنبا للدهون، فليشتروا الدهون لمن ليس بهم دهون أصلا.
وأما الأضحية فهي الأخرى تذهب ضحية هذا الإعلام أيضا، حيث يبدو الخروف في العديد من الصور الإشهارية بجانب مشواة أو مقلاة، أو بجانب سفافيد الشيّ أو بجانب ثلاجة، وكأن الهدف من العيد هو الأكلُ والشيُّ ومَلء البطن وليس عبادةً وتقربا إلى الله تعالى.
كما أن هذه الوسائل الإشهارية تشي وكأن هذا الكائن الحيواني ليست له حرمة عند المسلمين، مع العلم أن التكبير عند الذبح، يوم العيد أو في غيره، يدل بشكل قاطع على أن الله تعالى قد سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه، بما في ذلك بهيمة الأنعام، وأن أضحية العيد تقرب إلى الله تعالى واتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ويمكن مراجعة الرابط التالي وما ماثَلَه على اليوتوب لمشاهدة هذه القِيم عيانا.
http://www.youtoube.com/watch?v=CP9vNGBd-fE