قبيل قفزه من سفينة الانقلاب العسكري بعد استشعاره المبكر بأنها ستغرق بمن فيها في بحر لجي من الدماء و الأشلاء و الكوارث , أجرى كبير الانقلابيين محمد البرادعي حوارا مع قناة CNN الأمريكية. وبدون أن أطيل عليكم أترككم أيها الأفاضل مع ترجمة للحوار بالعربية دون زيادة أو نقصان أو تحريف أو بيان مع جزيل الشكر و الامتنان…..
الصحفية: أتعتبر ما حصل ثورة شعبية أم انقلابا عسكريا؟
البرادعي: طبعا هي ثورة شعبية وليست انقلابا.
المذيعة: هو انقلاب لأن من قام به هو الجيش
البرادعي : لكن الجيش لم يحكم.
الصحفية: و لو، فالجيش أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق.
البرادعي: إن ما حدث -يا سيدتي- هو تصحيح لثورة 25 يناير. فمرسي اعتدى على الحريات العامة وعلى حرية الإعلام.
الصحفية: مباشرة بعد الانقلاب، أغلق العسكر 17 قناة إسلامية معارضة في ظرف 15 دقيقة. بدون إذن قضائي. وسيق جميع الصحافيين العاملين بها مع ضيوفهم إلى السجون.
البرادعي: أعتقد أن ما حصل هو مجرد إجراء احترازي للمحافظة على الأمن القومي.
الصحفية : لكن الرئيس مرسي لم يغلق قناة واحدة و لم يعتقل أي صحافي طيلة سنة كاملة من الحكم .
البرادعي : لكن مرسي قسم الشعب المصري وشكل باسمرار تهديدا لوحدته الوطنية.
الصحفية: الشعب منقسم منذ الانتخابات…ثم هذا لا يعتبر تقسيما للشعب. حصل الرئيس الفرنسي على نسبة 51 في المئة و لم يقل أحد إنه قسم الشعب.
البرادعي: لكن الإخوان قاموا بالاستيلاء على جميع مؤسسات ومرافق الدولة.
الصحفية : المعروف في جميع ديمقراطيات العالم أن الحزب الفائز في الانتخابات هو من يشكل الحكومة. أما في ديمقراطيتكم فتسمون هذا أخونة. ففي أي ديمقراطية سمعنا أن حزبا فائزا شكل حكومة بالتوافق.
اسمحوا لي أن أختم هذا الحوار الشائق بسؤال طرحه الصحافي البريطاني البارز ROBERT FISK في جريدة الإندبيندنت . يقول السؤال : متى لا يكون الانقلاب العسكري انقلابا عسكريا ؟ ثم يجيب: في مصر!!!