هناك أناس لا يهمهم استقرار الأوطان، ورقي الشعوب، وحقوق الإنسان وكل ما يمكنه أن يسعى في تحقيق الرخاء والازدهار، همهم الوحيد أن يظلوا في الساحة يوزعون صكوك الوهم ويطرزون الشعارات وتزين صورهم الجرائد والشاشات، يصرخون في وجه خصومهم السياسيين، ويلوحون بالعصيان سواء كانوا في سدة الحكم أو على مقاعد المعارضة، يتباكون على الديمقراطية وهم ألذ أعدائها، يتبجحون بالدفاع عن الحريات وهم أول من يخرقها، إذا أتت صناديق الاقتراع بما لا تحب أنفسهم، وإذ ما رياح الديمقراطية هبت بما لا تهوى سفنهم،
رأيتهم يتكتلون ويتوعدون كل تغيير ونية في الإصلاح بالويل والثبور، شعارهم في كل ذلك “أنا ومن بعدي الطوفان”. وها هم الآن يحاولون بكل الوسائل
الدنيئة أن يوقفوا عجلة التاريخ، وأن يسحبوا الخضرة من ربيعنا العربي خدمة لأهدافهم الدنيئة وأنفسهم المريضة، كل ذلك مخافة أن تحاسبهم الشعوب على أرصدتهم المنتفخة في الداخل والخارج، وأن ينكشف المستور من فضائحهم المالية حين كانوا يسيرون الشأن العام…
أيها الناعقون في الخراب، أيها المتباكون على الديمقراطية كفكفوا دموعكم فلسنا بحاجة إليها، واخفضوا أصواتكم حياء واستحياء، فقد خبرناكم سنين وسنين.
وآخر الكلام أن نذكركم بقوله تعالى : {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} صدق رب العزة.