بعد كل هذه الجولة التي خضناها في البحث عن جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية، من خلال فقه عظيم هو الفقه السياسي يظهر أن العمل لازال بحاجة إلى تظافر جهود الجميع، وهو على كل جهد مقل أرجو أن يتقوى بمعية جهود الآخرين؛ ولعل من أهم النقاط المتوصل إليها في هذه الخاتمة:
أولا:أن علماء الإسلام قديما وحديثا أفنوا أعمارهم في سبيل العلم والمعرفة، وقدموا لها أعمالا جليلة في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عبرت عن مدى حبهم لهذا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أن الفقه السياسي الإسلامي نال حظه الأوفى في كتب السيرة والمغازي قديما وحديثا، ودور المغاربة في ذلك واضح وبارز، وبخاصة من خلال كتاب الإمام الخزاعي، وعبد الحي الكتاني.
ثالثا: أن الاهتمام بالتخصص العلمي مما ينسجم وهذا العصر، فضلا عن أن كل عصر يبرز فيه علم على حساب علم، ولعل هذا العصر هو عصر السياسة بامتياز.
رابعا: أن الحاجة أصبحت اليوم ماسة إلى ضرورة القيام بدراسة ببليوغرافية تُحصي كل ما كتب عن السيرة النبوية، القديم منها والحديث، المخطوط منها والمطبوع، بل وكل ما له علاقة بالسيرة النبوية ولو بطرف منها، وقد علمتنا التجارب أن السيرة النبوية فيها من الكنوز ما تجعلك كلما قرأت بالتفصيل التفصيل إلا وعثرت على الجديد. خامسا: أن الفقه السياسي الإسلامي يعد اليوم مادة ضرورية وهامة يمكن أن تستثمر بشكل كبير وفعال في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم..
د. سليمان ولد خسال
كلية الحقوق ـ جامعة المدية الجزائر