آداب الصحبة
- مع الله سبحانه: باتباع أوامره وترك نواهيه ودوام ذكره ودرس كتابه ومراقبة أسرار العبد إن يختلج فيها ما لا يرضاه مولاه والرضا بقضائه والصبر على بلائه والرحمة والشفقة على خلقه.
- ومع النبي صلى الله عليه وسلم: باتباع سنته وترك مخالفته فيما دق وجل.
- ومع أصحابه وأهل بيته: بالترحم عليهم وتقديم من قدم وحسن القول فيهم وقبول أقوالهم في الأحكام والسنن لقوله صلى الله عليه وسلم : >أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم< وقوله صلى الله عليه وسلم : >إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي<.
- ومع الأهل والولد: بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب والسنة وحملهم على الطاعة لقوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذين آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً}. الآية والصفح عن عثراتهم والغض عن مساوئهم في غير إثمٍ أو معصية. - ومع الإخوان بدوام البشر وبذل المعروف ونشر المحاسين وستر القبائح واستكبار برهم إياك واستقلال إياهم وإن كثر ومساعدتهم بالمال والنفس ومجانبة الحقد والحسد والبغي وما يكرهون من جميع الوجوه وترك ما يعتذر منه.
- ومع العلماء: بملازمة حرماتهم وقبول أقوالهم والرجوع إليهم في المهمات ومعرفة المكان الذي جعله الله لهم من خلافة نبيه ووراثتيه لقوله صلى الله عليه وسلم : >العلماء ورثة الأنبياء<.
- ومع الوالدين: ببرهما بالخدمة بالنفس والمال في حياتهما وإنجاز وعدهما بعد وفاتهما والدعاء لهما في كل الأوقات وإكرام أصدقائهما لقوله صلى الله عليه وسلم : >إن البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه< وقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما قال: (نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما). وقال صلى الله عليه وسلم : >من العقوق أن يرى أبواك رأياً وترى غيره<.
> كتاب: آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة:
بدر الدين الغزي العقل أصل الدين مدار الأمر كله على العقل فإنه إذا تم العقل لم يعمل صاحبه إلا على أقوى دليل.
وثمرة العقل فهم الخطاب وتلمح المقصود من الأمر.
ومن فهم المقصود وعمل على الدليل كان كالباني على أساس وثيق.
- وإني رأيت كثيراً من الناس لا يعملون على دليل. بل كيف اتفق وربما كان دليلهم العادات وهذا أقبح شيء يكون.
- ثم رأيت خلقاً كثيراً لا يتبعون الدليل بطرق إثباته ….
- ومن الناس من يثبت الدليل ولا يفهم المقصود الذي دل عليه الدليل.
> كتاب: صيد الخاطر قواعد أصولية في سد الذرائع وفتحها
- سد الذريعة وفتحها منوط بالمصلحة.
- سذ الذرائع في الجملة معتبر شرعا.
- سد بعض الذرائع متعين في الدين.
– سد الذائع أحد أرباع التكليف.
- سد الذرائع زيادة تمسك بالنصوص.
- النهي إذا كان لسد الذريعة أبيح للمصلحة الراجحة. – يجب فتح الذريعة كما يجب سدها.
- الذرائع المفضية إلى الفساد تسد غالبا في الشريعة.
- ما يؤمر به أو يمنع سدا للذريعة لا يعتبر دائما أصلا بذاته يقاس عليه.
- يفرق بين المتماثلين سدا للذريعة.
- سد الذريعة للورع والاحتياط وقد يكون القياس خلافه.
– ليس من شرط الحكم بسد الذريعة وجود نص مسموع.
– اذا فهم من المنع سد الذريعة حمل النهي على الكراهة.
- اذا فهم من الشرط سد الذريعة يكون شرط تمام وليس شرط صحة.
- من الذرائع ما هو مكروه وما هو مندوب وما هو مباح.
- لا يجوز التذرع بأمر ظاهر الجواز لغرض غير مشروع.
- ما حرم استعماله حرم اتخاذه وما حرم أخذه حرم إعطاؤه.
- اذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام.
الخطباء من حيث سلامة الذوق و سقمه نوعان الأول: صاحب الذوق السليم من الخطباء: وهو: عَلِيُّ الرتبة، قصير الخطبة، معانيه منتخبة، ألطف من نسيم الصبا، يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس، عوذته برب الفلق والناس، يخفف الركعتين، والجلسة بين الخطبتين، يعرف ولا يعرف، يبشر ولا ينفر، لا يقنط ولا يبعد الآمل، ولا يبالغ في الرجوة خوفاً من إبطال العمل، بل يعرفهم طريق الإسلام، ويرغبهم في الجنة بصفاتها، ويحذرهم من النار وآفاتها، يردع المتكبرين، ويبشر الفقراء والمساكين بأن الجنة لهم فضلاً منه ومنة، يعرف لكل شيء خطبة، وذلك لمعرفته بطريق الرتبة، ويبالغ في نعت الصحابة أجمعين، والخلفاء الراشدين، يبتدي بأبي بكر وخصائله الملاح، ويختم بأبي عبيدة ابن الجراح، خطبته لها رونق وسمعة، وتؤثر في القلوب، موعظته من الجمعة إلى الجمعة، إنسان مليح، لسانه فصيح، لا يحتاج في إنشاء الخطبة إلى مساعدة، كأنه قس ابن ساعدة، يبتدي بالحمد لله، ويختم بالصلاة، والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم من له في الدين تمكين، هذا خطيب المسلمين. الثاني: ضد ذلك المسلوب الذوق من الخطباء: لا يراعي القوافي، وحسه من فوق المنبر خافي، لا يعرف الناس من العجلة ما يقول، كأنه بهلول، يتلف التصنيف، ويروي الحديث الضعيف، كأنه من فقهاء الريف، يجعل الخطبة باجمعها وعيد، ويذكر العذاب الشديد، لا يعرف تأليف الخطبة، وليس له رتبة، لا تؤثر موعظته في القلوب، لأنه من العلم والعقل مسلوب، يطيل الخطبتين، ويقرأ في كل ركعة بسورتين، لا يسلم من اللحن والغلط، والناس معه في تعب وشطط، كثير الوسواس، ومع ذلك يزدري الناس، حاله عجيب، لا يصلح أن يكون خطيب.
> كتاب في صفة صاحب الذوق السليم ومسلوب الذوق اللئيم: السيوطي من طرائف الأصمعي
> حكى الأصمعي قال : كنت أسير في أحدى شوارع الكوفة وإذا بإعرابي يحمل قطعة من القماش فسألني أن أدله على خياط قريب فأخذته إلى خياط يدعى ( زيدا) وكان أعورا ً فقال الخياط : والله لأخيطنه خياطةً ً لاتدري إقباء هو أم دراج فقال الأعرابي : والله لأقولن فيك شعرا ً لاتدري أمدحٌ هو أم هجاء . فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دراج ! فقال في الخياط هذا الشعر : خاط لي زيد قباء ليت عينيه سواء فلم يدرِ الخياط أدعاء له أم دعاءٌ عليه. ما قيل في الخط العربي قال يحيى بن خالد البرمكي: “الخط صورة روحها البيان، ويدها السرعة، وقدمها التسوية، وجوارحها معرفة الفصول”.
وقال أبو دلف: “القلم صائغ الكلام، مفرغ ما يجمعه العلم”. وقال اقليدس: “الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية”. أخذه النظام، فقال: “الخط أصل في الروح وإن ظهر بآلة الجسد”. ومن فضل حسن الخط، أن يدعوا الناظر إليه إلى أن يقرأه وإن اشتمل على لفظ مرذول ومعنى مجهول. وربما اشتمل الخط القبيح، على بلاغة وبيان، وفوائد مستظرفة، فيرغب الناظر عن الفائدة التي هو محتاج إليها لوحشة الخط وقبحه. حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال: كان مشايخ الكتاب وزهاد العمال يختارون أن يكون ما يرفعونه عن جماعاتهم، إلى دواوين السلطان بخط غير جيد، ومداد غير حالك، في صحف مظلمة، ليثقل على من يرد عليه من المتصفحين فيعدل عنها إلى غيرها مما لا يتعبه. وزعم صاحب المنطق أن الأشياء مجودة في أربعة مواضع: في الأشياء ذوات المعاني في أنفسها، وفي العقول، والقول، والخط. وإن الخط دليل على ما في النفوس، وما في النفوس دليل على ما في الأشياء ذوات المعاني، وما في الأشياء ذوات المعاني مدلول عليه. .. ومن الأعجوبة في الخطوط كثرة اختلافها والأصول واحدة كاختلاف شخوص الناس مع اجتماعهم في الصنعة، حتى إن خط الإنسان يصير كحليته ونعته في الدلالة عليه، واللزوم له والإضافة إليه، حتى يقضي به الكاتب له وعليه…… وحدثني يحيى بن البحتري قال: حدثنا أبي عن ابن الترجمان -وكان الواثق أنفذه إلى ملك الروم بهدايا- قال: وافقت لهم عيداً فرأيتهم قد علقوا على باب بيعتهم كتباً بالعربية منشورة، فسألت عنها، فقيل: هذه كتب المأمون بخط أحمد بن أبي خالد الأحول استحسنوا صوره وتقديره فجعلوا هكذا. فحدثت أنا بهذا الحديث، أبا عبيد الله محمد بن داود بن الجراح، فقال لي: هذا حق قد كتب سليمان بن وهب كتاباً إلى ملك الروم، في أيام المعتمد، فقال: ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل! وما أحسدهم على شيء حسدي إياهم عليه. والطاغية لا يقرأ الخط العربي، وإنما راقه باعتداله وهندسته وحسن موقعه ومراتبه. ووصف أحمد بن إسماعيل خطاً حسناً فقال: “لو كان نباتاً لكان زهراً. ولو كان معدناً لكان تبراً. أو مذاقاً لكان حلواً. أو شراباً لكان صفواً”. وقالوا: “القلم قسيم الحكمة”.
وقال أفلاطون: “الخط عقال العقل”…وقال بعض الملوك اليونانية “أمر الدين والدنيا تحت شيئين: قلم وسيف، والسيف تحت القلم”. > كتاب: أدب الكتاب للصولي(محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي)