إن القلب ليتفطر حسرة وكمدا، وإن العين لتبكي صديدا ودما على ما حدث نهاية الأسبوع الماضي حيث قامت مجموعة من المترشحات لمسابقة ملكات الجمال البلجيكيات بأخذ صور تذكارية بملابس فاضحة في باحة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء لتظهر صومعة المسجد شامخة وراء أجسادهن الشبه عارية دون مراعاة لحرمة المسجد ودون توقير لـمشاعر الـمسلمين… انتظرت كثيرا علي أحظى باستنكار أو شجب لمثل هذا السلوك المستفز من قبل الجاهات الرسمية والوصية ومؤسسات المجتمع المعنية والغيورة، فعاد البصر إلي خاسئا وهو حسير. فكل ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة باستثناء قنواتنا المبجلة لانشغالاتها فيما هو أهم للبلاد ومصائر العباد، هو عبارة عن تقاذف للتهم فيمن تكون الجهة التي أعطت الإذن “للهوانم” البلجيكيات لأخذ تلك الصور التذكارية، وهكذا دواليك حتى بردت القضية وسجلت ضد مجهول لتبقى في الحلق غصة وفي القلب حسرة لا كاشف لها إلا الله سبحانه وتعالى… وكرة أخرى أعاد “الهوانم” نفس التجربة أمام مسجد أهل فاس بالرباط ولهم كل الحق في ذلك مادام أن أحدا لم يتمعر وجهه غيرة على حرمة بيوت الله، ومادام أن الكل قد بلع لسانه.
وليس أمامنا والله إلا أن نعيد ما قاله عبد المطلب لأبرهة الحبشي وهو يهم بتحطيم الكعبة “للبيت رب يحميه”. وقديما قال المغاربة :”المال السايب يعلم السرقة”. قبل أشهر معدودات قامت الأرض ولم تقعد عندما ظهرت صورة جماعية لثلاث نواب من حزب معين أمام مسجد الحسن الثاني إبان حملتهم الانتخابية، وقتها تحول الجميع إلى مشايخ مدافعين عن قدسية المسجد وعدم استغلال رمزيته الدينية في السياسة وكثرت التأويلات والاجتهادات وانشغل المغاربة بهذا الأمر ولم تهدأ العاصفة حتى أعيدت الانتخابات الجزئية لأولئك الذين ضبطوا متلبسين بجريمة أخذ صورة تذكارية أمام المسجد حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر… لأن القوم قد اقترفوا إثما مبينا وذنبا عظيما، أما “الهوانم الخواجات” فلا إثم عليهن ولا تثريب أن يتصورن شبه عاريات وفي كامل زينتهن؟؟؟ فما لكم كيف تحكمون؟!! ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
> ذ. عبد القادر لوكيلي