بالحب أنشأت صرح أمة سادت كل الأمم… وبالحب ألفت بين قلوب لم تكن لتتآلف لولا نعمة الله عليها… وبالحب مازالت دعوتك تنتشر رغم صخب الغوغائيين والدجالين والحواة… سيدي ونبيي… لو تعلم الخلائق عن مكنون الحب الذي يعتلج في صدري تجاهك، لو يعلم المرجفون عن مقدار الفخر الذي يحتويني كلما صليت عليك وسلمت… وكيف أن دموعي انسكبت من غير أن أستطيع كبحها وأنا أحط جبهتي في روضتك الشريفة… لو علموا ذلك لعرفوا شرف قدرك، ولأدركوا أن ما ترويه أراجيفهم لن تزيدنا إلا تمسكا بتعاليمك السمحة، ومحبتك البيضاء… سيدي، لم أكن لألتفت لهؤلاء النكرات أو أرد على ترهاتهم، لعلمي أنهم لا يساوون قيمة الورق الذي أخط فيه هذه الكلمات… ولكني قصدت من وراء ذلك شيئا واحدا، هو إظاهر حبي لك ولآل بيتك ولكل صحابتك الكرام، ولكل مسلم ومسلمة شهد شهادة الحق بنبض قلوبهم قبل أن تنطق بها ألسنتهم… كل هذا الحب يا سيدي جعلنا أمة تكره الشر وتحب الخير لكل بني البشر… كل هذا الحب الذي استقيناه من نبل شريعتك، جعل الكثير من أفئدة الناس تهوي إلينا رغم ما قد يتسبب فيه بعض المتنطعين من أبناء جلدتنا… وأسأل العقلاء والحصفاء من كل الملل والنحل يجيبونك أن دينك هو الأكثر انتشارا بين الأمم، وأن المئات يلتحقون كل يوم بركب الإيمان، كل ذلك بفضل هذا الحب الجارف الذي أسكنه الله سويداء قلوبنا، فأبينا إلا أن نشرك فيه سائر بني البشر… فانعم بك من نبي وأكرم بك من رسول مكن الله له في الأرض كما في السماء بنعمة الحب.
ذ. أحمد الأشـهـب