كتب أحد أولياء التلاميذ مقالا على صفحات أحد المواقع الالكترونية وقلبه يكاد يتميز من الغيظ خوفا ووجلا على أن ينشغل أبناؤنا الأبرار (حفظهم الله ورعاهم) بمتابعة مباريات كأس أمم أوروبا عن المذاكرة والتحصيل العلمي وهم قاب قوسين أوأدنى من خوض غمار امتحانات الباكلوريا مدججين بكل وسائل الغش والتدليس التقليدية منها وغير التقليدية، شعارهم في ذالك القولة المشهورة عن أحد المسطولين (من السطل) :”من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في صفه”.
عز علي الرجل الطيب صاحب المقال فعزيته في لوعته بهذه الكلمات : سيدي الكريم، هؤلاء الذين تتحدث عنهم -أو لنقل جلهم- ليسوا في حاجة إلى مباريات كرة القدم حتي تلهيهم عن دراستهم، فهؤلاء ياسيدي الكريم تربوا على اللامبالاة والعبث والعدمية. أما الدراسة والتحصيل العلمي فآخر شيء يفكرون فيه. فديدنهم وكل مواهبهم الاستهزاء بأساتذتهم وحرق أعصابهم والعمل على رفع مستوى الكوليسترول في دمائهم مع سبق إصرار وترصد، حتى أن الواحد منهم أول ما يفكر فيه عند استيقاظه من النوم (من هوالاستاذ الذي سأحرق دمه هذا اليوم؟). هؤلاء يا سيدي حولوا فصول الدراسة إلى قمامات حقيقية والى أسواق من الهرج والمرج وهلم فوضى وعبث. وحولوا بوابات المؤسسات التعليمية إلى ما يشبه مواخير دعارة وابتذال وقلة حياء وأسواق حرة لبيع المخدرات وتعاطيها إناثا وذكورا، أوقل مسخا جديدا لا تكاد تميز بين الذكران منهم والإناث؛ تخنث وتكسر وميوعة تسبب لك الغثيان والأنيميا والبركسون قبل الأوان. شعور مُشَكلة على هيأة أعراف الديكة والقنافيذ والتماسيح وجميع ما يخطر أو لا يخطر على بالك من حيوانات وزواحف يذكرونك (يا سيدي) بما درسته منذ سنوات عن الهنود الحمر وقبائل الزولوإنكاتا في أدغال جنوب أفريقا وجزر الهونولولو…. هؤلاء هم بعض تلامذتنا وأبنائنا النجباء الذين تخشى عليهم من اضاعة أوقاتهم في متابعات مباريات كرة القدم خلال أيام الامتحانات.
هؤلاء (يا سيدي الكريم) أبدعوا وتفوقوا في اختراع آخر صيحات الغش والتدليس في الامتحانات. خذ عندك مثلا : كامرات دقيقة جدا بحجم أزرار القميص من أجل تصوير ورقة الامتحان وإرسالها مباشرة إلى عديمي الضمير من أجل الإجابة عنها وإملائها مباشرة على زبائنهم بالمقابل طبعا وأنا سمعت لبعض هذه الإملاءات بعدما عثرت على هاتف نقال بحوزة (نقال) تم اخفاؤه بطريقة يصعب اكتشافها، خذ عندك : استخدام سماعات دقيقة جدا من أجل سماع الأجوبة المملاة عليهم. خذ عندك مثلا : طريقة ملء يد الجاكيت ببلاستيك أوما شابه بشكل يوحي بأن ذراعه في كم الجاكيت فعلا مع وضع ضمادة حول اليد من أجل إيهام الاستاذ المكلف بأن بيده مريضة بينما اليد الحقيقية تقلب أوراق التحراز أوتستخدم الهاتف النقال من تحت الطاولة بكل ثقة وأمان….. فما رأيك؟؟ أوعلى مثل هؤلاء تخشى أن تضيع مباريات كرة القدم أوقاتهم؟ فلا خوف عليك ولا وجل فهؤلاء يا سيدي…قد أضاعوا الضياع نفسه وقد يضيعوننا معهم إذا لم نحزم أمرنا ونحسن تربيتهم على الجد وحب العلم والعز والكرامة وحب الله ورسوله وتزكية النفس وعلوالهمم (إن الله يحب لكم معالي الأمور ويكره لكم سفسفها). (إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالبيان) كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعلى الجهات الرسمية تفعيل مقتضيات القانون الخاص بالغش في الامتحانات وهي موجودة فعلا ولكنها لا تفعل بما فيه الكفاية، فأي تلميذ ضبط في حالة غش يحرم من المشاركة في جميع الامتحانات لمدة خمس سنوات حتى يكون عبرة لغيره هذا مع مواكبة ذلك بدورات تكوينية وورشات تحسيسية عن مخاطر الغش إن على مستوى التكوين الشخصي للممتحن أو على مستوى مصداقية الشواهد المحصل عليها، وقد كانت شواهدنا من أفضل الشواهد عالميا وكان تلامذتنا من أنجب وأزكى تلاميذة العالم في المدارس والمعاهد الغربية (دا كان زمان) ويمكن أن يعود إذا تكاثفت الجهود. وليس ذلك على الله بعزيز… وكل امتحان وأنتم في أمان…
ذ. عبد القادر لوكيلي