تحت شعار: “لنسهل استعمال اللغة العربية في الطب والصحة”، احتفلت الجمعية المغربية للتواصل الصحي التي تأسست يوم 18 شتنبر 2010 في مدينة فاس بكلية الطب والصيدلة بصدور العدد الأول من المجلة الصحية المغربية في رحاب كلية الطب والصيدلة بفاس يوم الجمعة 10 ربيع الثاني 1433 الموافق 02 مارس 2012 ـ وهي أول مجلة تصدر بالعربية في المجال الطبي والصحي بالمغرب ـ وقد صادف إصدارها الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. وتهدف المجلة إلى تسهيل استعمال اللغة العربية، اللغة الرسمية لبلادنا كأداة للتواصل الصحي بين مهنيي الصحة والمواطن. وتأتي فكرة إصدار مجلة صحية باللغة العربية انطلاقا من قناعتها أن هذه اللغة -الغنية بتاريخها وتراثها وعطاءاتها المختلفة في جميع الميادين، خصوصا العلمية منها والتي أثرت العالم لقرون عدة- قادرة على أن تساهم الآن كما ساهمت في الماضي في التقدم العلمي عموما والصحي خصوصا . ولاشك أن وجود أدوات تحصيل علمي في المجال الطبي باللغة الأم ، يساعد الأطباء والطلبة على استيعاب أفضل وفهم أعمق للمعلومات مما يدفع في اتجاه الإبداع والسبق، ويخرج من إطار الاستهلاك العلمي الصرف.
إن تجارب بعض الدول العربية في هذا المجال أثبتت أن الكتابة والتحصيل والتكوين باللغة العربية شيء ممكن بل طبيعي ولا يتناقض مع السعي إلى مسايرة التقدم العلمي خصوصا في المجال الطبي، وللتذكير فإن جميع الدول المتقدمة علميا تدرس العلوم والطب بلغاتها حتى وإن كانت لغات محدودة الانتشار. وتحرص المجلة لأن تكون مصدرا غنيا ومتجددا للمصطلحات الطبية باللغة العربية وللتكوين الطبي الأكاديمي رافعة شعار “لنسهل استعمال اللغة العربية في الطب والصحة”. لذلك توخت هيئة التحرير الوضوح اللغوي والمصطلحي من خلال إدراج المترادفات الفرنسية ومقابلها اللغوي العربي وكذلك ملاحق لغوية في آخر المقالات. سلكت المجلة سبيل الإيجاز العلمي بإصدار مقالات مختصرة وتطبيقية مع التركيز على شمولية المادة العلمية وتناسقها باستهداف مختلف مهنيي الصحة من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين من مختلف الاختصاصات فجمعت بين الطابع الأكاديمي والطابع التطبيقي مسايرة للمستجدات العلمية على المستوى العالمي.
وحرص المشرفون على المجلة أن تصدر في حلة جميلة وبإخراج فني متميز يليق بمكانة اللغة العربية ويحفز على المطالعة. ويأتي حفل إصدار أول عدد في رحاب كلية الطب والصيدلة بفاس وبشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله وكلية الطب ليعطي هذا الحدث أهمية خاصة لما تتمتع به مدينة فاس من إشعاع حضاري وعلمي في الوطن العربي والإسلامي. وقد ترأس الجلسة الدكتور أحمد عزيز بوصفيحة رئيس الجمعية، في حين ألقى أولى كلمات الحفل الدكتور السرغيني فارسي رئيس الجامعة الذي رحب بالمبادرة ووعد بالعمل على إنجاحها والمساعدة في ذلك بصفته رئيسا للجامعة، تلتها كلمات عميد كلية الطب والصيدلة بفاس والدكتور الحبيب بن عدية الكاتب العام للجمعية والدكتور محمد البياز رئيس تحرير المجلة ليختم اللقاء بكلمة الدكتور الشاهد البوشيخي الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) الذي نوه بالجمعية وبالمجلة الوليدة ووعد بالتعاون التام من أجل إعادة الاعتبار للغة القرآن وتدريس أبناء الأمة بلغتهم الأم. وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول فرحين لكل المغاربة، بارك الله لكم في الموهوب وشكرتم الواهب، ونسأل الله تعالى أن يبلغ أشده.
تابع الحفل وأعد التقرير:
عبد الحميد الرازي