انتقل إلى عفو الله ورحمته أخونا محمد الينبوعي رحمه الله إثر حادثة أليمة يوم الخميس 12 محرم الحرام 1433هـ الموافق لـ2011/12/8م حوالي التاسعة والنصف مساء.
والأستاذ محمد الينبوعي من مواليد مدينة الريصاني بقصر إرارة عمالة الرشيدية سنة 1967م.
تلقى تعليمه الأولي والابتدائي والإعدادي والثانوي بمنطقة ولادته الرشيدية، وتلقى تعليمه الجامعي بكلية الآداب مكناس وتلقى تعليمه العالي بمدينة الرباط.
حاصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا في تخصص اللسانيات العربية وحاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات القرآنية المعجمية.
التحق بهيئة التدريس الجامعي يوم 1996/11/25م بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس.
وتحمل عدداً من المسؤوليات العلمية، منها :
- عضويته في مجلس الكلية.
- عضويته في المكتب النقابي المحلي.
- منسق مسلك الدراسات العربية
- منسق ماستر الخطاب اللساني.
- منسق مختبر الخطاب اللساني.
كما يشرف على عدد كبير من رسائل الدكتوراه وناقش عدداً من الأطروحات الجامعية بجامعات وكليات كثيرة بالمغرب.
شارك رحمه الله في تنظيم وإعداد كثير من الندوات العلمية.
وشارك بمداخلات علمية كثيرة في ندوات دولية ووطنية ومحلية.
هذا في جانب التدريس والتعليم وأما في الجا نب الدعوي والتربوي والاجتماعي خارج المنظومة التعليمية، فقد شارك بدروسه التربوية والوعظية في مختلف مساجد مدينة فاس.
وشارك في تأسيس عدد من الجمعيات الخيرية والإحسانية.
- عضو مؤسس لجمعية المواساة والأعمال الاجتماعية بمدينة فاس، وقد توفي رحمه الله وهو رئيسها.
- عضو مؤسس لجمعية إرارة للتنمية، وتوفي رحمه اله وهو رئيسها.
- عضو مؤسس لودادية الخير والنماء وتوفي رحمه الله وهو رئيسها.
إن مدينة فاس بفقدان محمد الينبوعي فقدت سارية علمية ودعوية وخلقية. وبما أن الفقيد رحمه الله كان يسكن بتجزئة الرشيدية بحي الزهور فاس المعروفة بتجزئة “الخير” لذلك فإن سكان الحي أصيبوا بصدمة عنيفة إثر وفاته وكلهم أمل في أن يتحمل المسؤوليات التي تركها المرحوم محمد الينبوعي من يأنس من نفسه القدرة والاستطاعة.
وأما أثر الصدمة على أعضاء هذه الجمعيات الخيرية والإحسانية فلم تقل عن صدمة أهله وأبنائه وإخوانه لأننا بوفاته فقدنا حلقة مهمة جدّا نسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه.
وأما أبرز صفاته كما عرفته منذ كان طالبا فألخصها كما يلي :
1- صفة التواضع :
لقد كان رحمه الله حريصا على تواضعه وبساطته في خطابه ومشيته في بيته وفي سيارته، حتى اصطلح إخوانه على سيارته بسيارة الفقراء لما يقوم به من قضاء حوائج الناس خصوصاً المحتاجين منهم. ولقد بقيت هذه الصفة ملازمة له منذ كان طالبا إلى أن مات رحمه الله، فرفع الله قدره وأعظم جنازته.
2- صفة الهدوء والابتسامة :
كان رحمه الله دائم الابتسامة والهدوء فنادراً ما يُرَى منه القلق والغضب، وبهذا الحلم وهذا الهدوء استطاع أن يجمع إخوانه وأصدقاءه ومحبيه.
3- صفة الخدمة والتضحية :
كان رحمه الله لا يَرُدُّ طلب خدمة لأحد إن استطاعها وقدر عليها، ولا أدل على ذلك من وفاته وهو مسافر لزيارة امرأة كانت مُصاحبة وصديقة لأمه، ولقضاء مأرب لأحد أصدقائه.
فهنيئاً لأخينا الينبوعي تضحيته، وهنيئا له الجنازة المهيبة التي شيعته، وهنيئا له الأثر الذي تركه بعد موته.
وهنيئا أن ترك علما يُنتفع به وترك صدقات جارية لا ينقطع أجرها ولا يتوقف فضلها.
رحمه الله ووسع عليه في قبره وأصلح ذريته وصبر أهله وأصدقاءه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة جريدة الــمـحــجــة إلى أسرة المرحوم وأبنائه وإخوانه وأقاربه وسائر أصدقائه ، بأحر التعازي والمواساة سائلين الله جل وعلا أن يتقبل الفقيد عنده في جنة الرضوان ويقابله بالعفو والغفران، ويلحقنا به مسلمين تائبين طائعين.
و{إنا لله وإنا إليه راجعون}
بقلم : د. عبد الله الهلالي