بعد أيام قليلة سيهل على أمة المسلمين شهر من أعظم الشهور، وموسم من أفضل المواسم إنه شهر رمضان :
- شهر القرآن، فيه نزل القرآن، وفيه أمرنا بتلاوة القرآن وتعاهده أكثر {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان}، فلا تفوتن عليك هذه الفرصة.
- شهر التوبة والغفران، وفرصة منحها الله لعباده ليتوبوا، فيتوب الله عليهم، ويستغفروا فيغفر الله لهم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ((من جاء رمضان ولم يغفر له فلا غفر الله له))، فلا تحرم نفسك أخي المسلم من هذه الفرصة.
- شهر القيام ومناسبة للجد والحزم لمناجاة الله ليلا، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد مئزره ويوقظ أهله، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فاحرص أخي المسلم أن تجعل من رمضانك فرصة لقيام ليله، وصيام نهاره، وتزكية نفسك بأخلاق رسول الله، وترقيتها في مدارج أولياء الله.
- شهر الشكر والطاعة والقرب من الله، فلا يفوتنك أن تكون من الذاكرين لنعماء الله عليك الشاكرين لأن بلغك رمضان وجعلك من أهله ومنحك فرصة أخرى للحياة، ووفقك لصيامه، فقد أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو قائلا : ((اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان))، فاحرص أخي المسلم أن تجعل من رمضان فرصتك لتزكيتك بالحمد والشكر، وترقيها في مدارج القرب من الله، فالشكر منزلة الصفوة الأخيار من عباد الله {وقليل من عبادي الشكور}.
- شهر التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملة عباد الله، شهر تدريب الجوارح ومجاهدتها على التخلي عن المفاسد كالغيبة والنميمة والسباب، والبذاء في القول، والفحش في العمل، والتحلي بكل الأخلاق الفاضلة من طيبوبة ولين وتواضع وكرم وجود وإحسان، ورفق فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ((وإن سابه أحد فليقل : إني صائم))، فزك نفسك بمكارم الأخلاق، وانأ بها عن ذميمها وصن جوارحك عن كل سوء، واجعل كل يوم تصومه انتصاراً على النفس وارتقاء نحو المعالي.
- شهر البذل والإنفاق والتصدق على عباد الله وإمائه، فلا تنس أن تبذل من وقتك لمساعدتهم، ومن مالك لتدخل السرور عليهم، ومن علمك لتعلمهم وتهديهم ، وتدخل رحمة العلم والهداية إلى بيوتهم وقلوبهم، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان.
- شهر التقوى، فقد جعله الله فرصة لنا لنحصل التقوى بكل معانيها العظيمة {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. فاجعل أيامه صياما وقياما وإنفاقا وشكراً فرصتك لاتقاء محارم الله تعالى، وابتغاء حلاله، والخوف منه جل وعلا ((أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك))، فاتق الله تر عجبا، فلا تُحْرَمَن هذه الفرصة للتزكي بالصالحات والترقي في الخيرات.
أخي المسلم شهر رمضان فرصة للمؤمنين ما بعدها فرصة، ومنحة من الله جل وعلا لعباده ليزكوا أنفسهم بالطاعات ويترقوا في أعلى الدرجات، وبين يديك هذا الملف نرجو المولى جل وعلا أن يجعله مساعدا لنا جميعا على استثمار هذا الموسم خير استثمار في تزكية نفوسنا وترقيتها في مدارج القرب من الله، فاللهم زك نفوسنا برمضان، ورقنا إليك برمضان، وبارك لنا في صيام رمضان، وقيام ليالي رمضان، يا رحيم يا رحمان.