أولا : وسائل المجاهدة :
المراد بسبل المجاهدة ووسائلها كل ما أقره الشرع قرآنا أو سنة صحيحة أو تطبيقية عملية أو تقريرية، وجعله وسيلة معينة على تزكية النفس وإصلاحها. وبناء عليه فإن وسائل مجاهدة النفس متنوعة و طرقها متعددة وللوصول إلى درجة المجاهدة لا بد من الأخذ بالوسائل التالية، التي يمكن تقسيمها إلى نوعين وسائل عامة وأخرى خاصة:
* الوسائل العامة : ويدخل تحتها :
1- استشعار أهمية المجاهدة ودورها في تزكية النفس ومحاربة الهوى والشيطان والدنيا وزخرفها، إذ الطريق إلى الله تعالى محفوف بالمكاره وليس مفروشا بالورود بل مليء بالأشواك والصعاب: >حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات<.
2- الاعتصام بكتاب الله تعالى : قراءة وحفظا وتدبرا وعملا ودعوة لقول الله تعالى لرسوله : {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا}(الفرقان : 52).
3- التوبة من الذنوب والمعاصي المتعلقة بجوارحه السبعة، وهي : اللسان والأذنان والعينان واليدان والرجلان والبطن والفرج، فلكل جارحة من هذه الجوارح السبعة معاص تتعلق بها، فمن جاهدها بصرفها عن محارم الله تعالى وبتحليتها بالطاعة المناسبة لكل واحدة منها، فقد جاهد نفسه وهو المجاهد حقا. وذلك لأن هذه الجوارح السبعة تعد منافذ إرسال للقلب، فإما أن ترسل إليه آثار المعاصي وظلماتها فتكدره وتمرضه، وإما أن تدخل عليه آثار الطاعات وإشراقاتها وأنوارها فتشفيه وتنوره، ويصبح مضغة صالحة يهتدي بها صاحبها في ظلمات أمواج الفتن المتلاطمة، ليصل إلى ربه ثابتا محتسبا.
4- تطهير القلب من المعاصي والأحقاد والضغائن وصلاحه ليصلح الجسد الإنساني برمته لقوله :”ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”.
ومما يساعد الإنسان في طهارة قلبه وتزكية نفسه وسمو روحه الالتزام بالطاعات وفعل القربات المفروضة والواجبة والمسنونة والمباحة، من صلوات مفروضة ونوافل واجبة ومسنونة وتلاوة لكتاب الله تعالى وذكر مسنون ودعاء وأوراد صباحية ومسائية ومجالس الذكر ومدارسات قرآنية وحديثية، ومجالسة مع الصالحين والدعاة المخلصين والمتقربين إلى الله تعالى بكل أنواع القربات وفعل الطاعات ومطالعة لكتب القصص والسير والصالحين من أجل التأسي بفوائد أقوالهم ونبل أخلاقهم وغير ذلك.
5- اتخاذ الصحبة والرفقة الصالحة المعينة على الخير والسير في طريقه : فبما أن طريق المجاهدة وعر المسالك متشعب الجوانب، يصعب على السالك ولوجه بمفرده، كان من المفيد عمليا صحبة الأخيار من الناس مرشدين خبيرين بعيوب النفوس، عالمين بطرق ووسائل معالجتها ومجاهدتها، ليستمد المريدون المصطفون من صحبتهم تجارب علمية وخبرات عملية بأساليب تزكية النفوس، كما يكتسبون من تربيتهم العالية وروحانيتهم الخلاقة نفحات ربانية تدفع المريدين المصطفين إلى تكميل أنفسهم وبناء شخصياتهم، وتزكيتها تزكية ترفعهم فوق مستوى النقائص والمنكرات. فقد كان رسول الله سيد المرشدين وأقوى المزكين الذي ربى أصحابه الكرام وزكى نفوسهم بحاله وفعله ومقاله، كما وصفه ربه تعالى بقوله : {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}(الجمعة:2). فمن خلال هذه الآية يتضح بكل جلاء أن التزكية شيء وتعليم الكتاب والحكمة شيء آخر، لذا قال الله تعالى: {ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} وفرق كبير بين علم التزكية وحال التزكية، وكما يلاحظ عند كثير من المسلمين اليوم، أنهم قد يحفظون نصوصا كثيرة عن التزكية والمجاهدة والزهد ولكن أحوالهم غير مزكاة وغير مجاهدة وليسوا زهادا. فالمزكي نفسه والمجاهد لها والزاهد، كالطبيب الحاذق المجرب الذي يملك علم الصحة وحالة الصحة ويزهد في كل ما يسبب لها الأمراض والعلل.
6- التسلح بسلاح الصبر : والمسلم وهو يجاهد نفسه لا بد له من عدة يتسلح بها، وأقوى الأسلحة التي يستخدمها في مجاهدة نفسه، سلاح الصبر، فمن صبر على جهاد نفسه وهواه وشيطانه غلبهم وانتصر، وملك زمام نفسه فصار ملكا عزيزا، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة أعدائه غلب وقهر وأسر، وصار عبدا ذليلا أسيرا في يد شيطانه وهواه كما قيل :
إذا المرء لم يغلب هواه أقامه
بمنزلة فيها العزيز ذليل.
والصبر مراتب ودرجات : فهناك :
أ- الصبر على فعل المأمورات شرعا وتحمل ما فيها من مشاق. ومن علامات ذلك الإخلاص والصدق مع الله تعالى.
ب- الصبر على اجتناب المنهيات شرعا وتحمل مشقة التورع عن الشهوات والفتن التي تحيط بالمسلم في كل زمان ومكان.
ج- الصبر على احتمال الأذى ونزول الأقدار في سبيل الله تعالى، وذلك لأن الحياة ابتلاء وامتحان، ليعلم الله تعالى الصادق في إيمانه من الكاذب من خلقه.
7- التصدق ولو بالقليل : فإنفاق المال والجهاد به في سبيل الله وسيلة لمجاهدة النفس من حب المال وآثار البخل والشح، وتطهير لها من الجشع والطمع والحقد والحسد والبغضاء، واحتقار الآخرين.
8- كثرة الدعاء والذكر والالتجاء إلى الله تعالى والاستعانة بالصلاة :
فعن ربيعة الأسلمي رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي : سل. فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة. قال :”أو غير ذلك؟ قلت : هو ذاك. قال :” فأعني على نفسك بكثرة السجود”. فمن هنا نفهم أن مجاهدة النفس باب عظيم من أبواب الخير، فإن وفق فيه العبد فاز فوزا عظيما وربح ربحا لا خسارة بعده أبدا، وإن عجز وغلب على أمره خسر خسرانا مبينا.
* الوسائل الخاصة : ويدخل تحتها :
1- اتخاذ الشيطان عدوا:
لقول الله تعالى :{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}(فاطر :6). ومما يمكن الاستعانة به على مجاهدة الشيطان :
أ- تحصين النفس المؤمنة بأذكار اليوم والليلة والأدعية المسنونة في جميع الأحوال. والمحافظة على الوضوء…
ب- الاستعانة بالله تعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم لطرده وقهره، ومن أروع الأمثلة التي تقوي هذا الإحساس ما قصه بعضهم عن رجل كان يسير في الطريق فأبصر كلبا ينبح عليه فأمسك عصا وحاول ضربه لإبعاده عنه، ولكنه لم يفلح في ذلك رغم جهده الشديد في محاولاته وبذله الوقت الطويل. فشاهده أحد الناس فقال له هلا استعنت بمالكه ليصرفه عنك، ففعل. فما إن نادى صاحب الكلب على كلبه حتى أبعده في الحال. فكذلك الحال مع الشيطان، ليكن شعار المؤمن دائما الاستعانة بمالكه سبحانه وتعالى والاستعاذة به منه فهو سبحانه الذي افتتح كتابه الكريم باسمه الرحمان الرحيم في البسملة وختمه بالاستعاذة به من الشيطان الرجيم ومن شر كل مخلوق إنسا كان أم جنا أم غيرهما.
2- عدم رضى المرء عن نفسه وسوء الظن بها مهما عمل واجتهد في الطاعة، ويقينه بخبر وصفها الذي أخبر به خالقها ومبدعها في قوله تعالى : {إن النفس لأمارة بالسوء}(يوسف:53). وكيف يُحْسِنُ المرء الظن بعدو لدود يتربص به لينقض عليه في أية لحظة، فاستيقظ أخي من غفلتك وكن دائم اليقظة حتى لا تكون فريسة سهلة ميسورة لأعدائك وخصومك. وإن أول ما أحذرك منه هو نفسك التي بين جنبيك.
3- العلم يقينا بأن النفس ميالة إلى الدعة والراحة وبالتالي الانقطاع عن الله تعالى، والقواطع عن الله سبحانه خمسة : النفس، والهوى، والشيطان، والدنيا، والخلق. أما عداوة النفس والهوى والشيطان فظاهرة واضحة، وأما عداوة الدنيا فإن الاشتغال بها وبتقلباتها وحبها يغر الإنسان ويلهيه عن ربه عز وجل ولذا نهانا ربنا عن ذلك حينما قال :”فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور”. فأخرج أخي محبة الدنيا من قلبك بالمجاهدة، واجعلها في جيبك للمتاجرة بها مع الله سبحانه تكن من الفائزين بمحبة الله تعالى ورسوله وجميع خلقه. وأما عداوة الخلق فتتجلى في مدحهم وثنائهم وذمهم للإنسان حسب أحواله وأقواله وأفعاله وخاصة إذا كان مدحا أو ثناء أو ذما في غير محله.
ومما يساعد المرء على مجاهدة نفسه :
أ- معرفة حقيقة قدرها وأنها ليست أهلا لأن تتبع أو تلبى لها جميع رغباتها.
ب- إدراك حقيقة أن الأصل في النفس غالبا هو الشر كما قال تعالى في كتابه :”إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي”
ج – تزكيتها الدائمة لاجتناب شرها وأمرها بالسوء، ليكون العبد من المفلحين كما قال تعالى : {قد أفلح من زكاها…}(الشمس : 8).
4- محاربة هوى النفس : ومما يساعد الإنسان على مجاهدة هوى نفسه ما يلي :
أ- استشعار أن ما عند الله خير وأبقى لتتم التضحية بطمع الهوى وتحصل الرغبة فيما عند الله تعالى كما قال سبحانه :”وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى”.
ب- الإكثار من ذكر هادم اللذات (الموت) باستمرار، لأنه قامع قاطع لكل هوى.
ج- اتباع النبي والاقتداء به في كل ما جاء به لقوله عليه الصلاة والسلام :” لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به”.
ثانيا : عوائق الـمجاهدة ودواعي الاسـتـسـلام :
وكما أن للمجاهدة وسائل يجب التزامها كما سبق فإن لها عوائق يجب الحذر منها، يمكن إجمالها فيما يلي :
1- الإعراض عن ذكر الله تعالى جملة وعن اتباع كتابه وسنة رسوله كما قال الحق جل وعلا : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.
2- الاتكال وعدم التوكل : فالغفلة عن عدم الأخذ بوسائل المجاهدة وتحصين النفس من الوقوع في الرذيلة عجز وتمن يطعن في صدق إيمان المرء. لقوله تعالى : {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره}، و كما ورد في حديث رسول الله :”العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني”.
3- عدم الاهتمام بصلاح القلب إلى درجة الضعف حتى يصدأ : ولكون عمل الطاعات بالجوارح وحدها مع غفلة القلب وعدم اشتراكه معها في ذلك لا يكفي.
4- صحبة الأشرار من الناس ومخالطتهم : فهذا النوع من الصحبة يثبط الإنسان عن العمل ويلهيه ويجعله في غفلة دائمة وقد قال :”لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي”. والحكمة من ذلك بادية جلية.
5- الانهزام وعدم الثبات والصبر أمام المواقف والابتلاءات المؤثرة نفسيا ووجدانيا. الشيء الذي يفوت على المسلم فرصة الرجوع إلى الله تعالى والتماس توفيقه وهدايته، ويجعله ساعتها مستسلما لنزوات هوى نفسه وشيطانه.
ثالثا : ثمرات المجاهدة :
إن مراعاة سبل المجاهدة والأخذ بوسائلها، والاحتراز من عوائقها ومثبطاتها، يؤهل الإنسان لكسب مناعة إيمانية بفضل الله تعالى يتفيأ ظلالها التربوية والخلقية، عن يمينه وشماله ومن أمامه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته، وتقيه من شر هوى نفسه ومن الشيطان وأعوانه ومن فتنة المحيا والممات، فيعيش مطمئن القلب هادئ النفس فائزا بمعية الله وكفايته راجيا رحمة ربه واتقاء عذابه.
ومن أهم ثمرات المجاهدة ما يلي :
1- الفوز بجميع منازل طريق السالكين إلى الله تعالى، ومنها :
أ- الهداية إلى سبيل الله والفوز بمعيته سبحانه، لقوله تعالى :” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”. فقد علق سبحانه الهداية على المجاهدة، وعلق المعية على الإحسان.
ب- فرار الشيطان عن المسلم : فإذا سلك المسلم فجا سلك الشيطان فجا آخر، وقدوتنا في ذلك سيد الخلق وحبيب الحق محمد وخليفته الراشد عمر بن الخطاب ].
ت- الثبات على الحق : لأنه بغير مجاهدة لا يمكن للإنسان أن يثبت في خضم الفتن وأمواجها المتلاطمة.
ث- الإرتقاء في منازل الصديقين والشهداء والصالحين.
ج- طمأنينة القلب وهدوء النفس، لقول الله تعالى : {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
ح- قهر النفس و تزكيتها وتطهيرها وصلاحها وترقيتها من حال إلى حال أفضل وأحسن.
خ- الفوز بمحبة الله تعالى وكفايته والقبول بين خلقه، طبقا لما ورد في الحديث القدسي الجليل : >… وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه….< الحديث.
ج ـ تحقيق السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة وبرضا الله سبحانه وتعالى.
رابعا : نماذج من أقوال العارفين والمربين المرشدين في المجاهدة :
- يقول الجنيد محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز أبو القاسم من الصوفية رحمه الله تعالى في قوله تعالى :” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، أي والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص”(الفوائد لابن القيم،ص:69).
- وقال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى :”من زين ظاهره بالمجاهدة حسن الله سرائره بالمشاهدة، قال الله تعالى : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}(العنكبوت:69). واعلم أنه من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة “ولعله يقصد بالطريقة طريق الصوفية”(الرسالة القشيرية، ص:48- 50).
- وقال أبو الدرداء رحمه الله تعالى :”لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما واحدا : الظمأ بالهواجر، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر. وكانت ابنة الربيع بن خيثم تقول له يا أبت ما لي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟ فيقول : يا ابنتاه إن أباك يخاف البيات (البيات معناه : النوم وقت البرد الشديد). ولما رأت أم الربيع ما يلقى الربيع من البكاء والسهر نادته يا بني لعلك قتلت قتيلا ! قال : نعم يا أماه قالت : فمن هو حتى نطلب أهله فيعفوا عنك ؟ فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك، فيقول يا أماه هي نفسي (انظر المستخلص في تزكية الأنفس، ص: 129).
- وقال رجل من النساك : أتيت إبراهيم بن أدهم فوجدته قد صلى العشاء فقعدت أرقبه فلف نفسه بعباءة ثم رمى بنفسه فلم ينقلب من جنب إلى جنب الليل كله حتى طلع الفجر، وأذن المؤذن إلى الصلاة ولم يحدث وضوءا، فحاك ذلك في صدري فقلت له: رحمك الله قد نمت الليل كله مضطجعا ثم لم تجدد الوضوء فقال : كنت الليل كله جائلا في رياض الجنة أحيانا وفي أودية النار أحيانا فهل في ذلك نوم”(انظر المستخلص في تزكية الأنفس، ص: 129- 130).
فهكذا كانت سيرة السلف الصالح في مرابطة النفس ومجاهدتها، فمهما تمردت نفسك عليك وامتنعت عن المواظبة على العبادة ولزوم الطاعة مع القيام بما أوجبه الله تعالى عليك، فعليك بمطالعة سير الأنبياء وأتباعهم المقتدين بهم لتجاهد نفسك فتسلك مسلكهم وتنهج طريقهم بتوفيق من الله وهديه لتفوز بجنة الله ورضوانه وتنجو من ناره وعذابه. أسأل الله تعالى أن يجيرنا من النار بعفوه ويدخلنا الجنة برحمته آمين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
ذ. عبد اللطيف احميد الوغلاني