- سأكون مثلك يا أبي حين أكبر!
أجابه ابنه ذو الأربع سنوات، حين سأله عما يفعل؟
كان يظن أن ابنه يلعب.. يقلد بطلا لمسلسل رسوم متحركة… يترنح.. يشتم… يشبع لعبته المفضلة (دُبّا كبيراً) ضرباً… لكن، الأغرب أن ينادي اللعبة (بابا)
كرر الأب سؤاله لابنه : ماذا تفعل؟!
فأجابه دون أن ينظر إليه :
- حين أكبر… سأكون مثلك يا أبي… سأسكر كثيراً.. سأعود بعد منتصف الليل… سأرعبك كما ترعبني… سأشبعك ضرباً كما تضرب أمي…!
ذهل الأب… خجل من نفسه… وقد أدرك لماذا ينفر منه ابنه… ولماذا يصرخ أثناء نومه من الكوابيس…؟!
استشرف المستقبل.. لم يستسغ مجرد تخيل ابنه يضربه… خلا إلى نفسه طويلا وقد أرقه كلام ابنه… تساءل : إلى أين والعمر يمضي؟! ثم ماذا بعد؟! وتذكر القبر ووقوفه بين يدي الله عز وجل… فقرر التوبة!
حاول التقرب إلى صغيره بشتى الوسائل… فأصبح الطفل هادئا، متعلقا بأبيه…!
بكى يوماً حين رآه على سجادة الصلاة يقلده… ويرفع كفيه ويدعو ببراءة : يا الله اغفر لي.. اغفر لي..!
ضمه إليه… وسأله :
- حين تكبر إن شاء الله… ماذا ستفعل يا بني؟!
فأجابه ببراءة :
- سأشتري لك (شوكولا).. سأكون مثلك يا أبي.. أصلي في المسجد… أقرأ القرآن… وأجري في الغابة..!!
> ذة. نبيلة عـزوزي