هل يحق للشاة أن تعتذر للجزار؟!… أو أن تطبع قبلة على جبين اللص الذي اقتحم بيتك وهتك عرضك؟؟.. سبب هذا التساؤل ما أوردته الصحيفة الأمريكية (كريستيان ساينس مونتور) في أحد أعدادها لشهر شتنبر 2010، من أن وزير الخارجية العراقي وقع مع السفير الأمريكي اتفاقا يقضي بأن يقدم العراق أربعمائة مليون دولار كتعويض عما أحدثه الاحتلال العراقي للكويت من أزمات نفسية للجالية الأمريكية التي كانت متواجدة هناك… إن المنطق يفرض أن تُقَدَّم التعويضات للشعب الكويتي الذي عانى من الاجتياح والرعب الذي أحدثته جحافل صدام، لا أن تعوض العائلات الأمريكية التي كانت في منأى عن أي خطر يتهددها..
إنها قمة المهزلة وقمة الابتزاز لشعب أنهكته سبعس سنوات من الاحتلال والتقتيل والاغتصاب، وقتل الإنسان والتاريخ، ونهب الثروات… فبعد أن قررت أمريكا سحب جنودها نهاية هذه السنة، أرادت من شعب العراق الجريح أن يتكفل بمصاريف نقل جحافلها، لأن الجزار الأمريكي لم يعد يقبل أن يتحمل دولارا واحدا في ظل الأزمة المالية التي تعصف باقتصاد أعتى دولة، فما كان من الحكومة العراقية التي انتهت صلاحيتها وما تزال جاثمة على صدر العراق إلا أن تكفلت بالمصاريف مع قبلة زائدة على جبين الغزاة… ولله في خلقه شؤون.
> ذ. أحمد الأشهب