لا يقبل الرشوة، ويترفق في الدعوة، لا يسعى في وظيفة، ويتأمل ما كان عليه أبو حنيفة، ينظر في حال المسكين، ويحصل له عليه من المشقة كمن ذبح بغير سكين، رضيّ الخلق سيوس، ضاحك غير عبوس، يساوي بين الخصمين، وينظر في حقيقة الدين، له معان وبيان، وفقه وتصريف بإمكان، فهو خير إنسان، نطقه وخيره يزيد، وقد أقامه الله تعالى لمصالح العبيد، لا يحكم بإغراء من الأمراء، لما سلك طريق العلماء وعزة الفقراء، ولا يحكم بأغراض الملوك، وقد سلك بهذه الطريقة أحسن سلوك، يعلم أن كل ملك لله مملوك، فهو خائف من الله، متوكل على الله، لا يحكم إلا بحكم الله، لا يقبل شهادة الزور، ولو كان على وزن الخردلة في كل الأمور، فهو القاضي لأنه تميز عن القاضيين.
فرحم الله تعالى من تأمل هذه الخصال وجعل بينه وبينها إتصال.
> صفة صاحب الذوق السليم جلال الدين السيوطي
> إعداد : الدكتور عبد الرحيم الرحموني