يوم دراسي تكويني لفائدة مدرسي التعليم العتيق


نظمت مؤسسة ابن العربي للتعليم العتيق بمكناس يوما دراسيا تكوينيا لفائدة الأستاتذة والمدرسين يوم 3 ربيع الثاني 1431هـ- 20 مارس 2010م. وقد تناول الأستاذ محمد الأنصاري مدير المدرسة في كلمته الافتتاحية الهدف والغاية من لانعقاد هذه المحطة التكوينية والمتمثل في أن القوامة المنهجية تحفظ للعلم والتعليم نظامهما، واتساقهما، وتحقق وظائفهما ومقاصدهما المنشودة. خاصة إذا كان المنهج الذي به يتم التعلم والتعليم، وكانت المادة والوسائل كلها مستوحاة من الوحي الذي جعل التلاوة والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة هي المقاصد الكبرى للبعثة النبوية، قال تعالى :{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}(الجمعة : 2).

ويندرج هذا العمل في سياق تحقيق تواصل جاد وتكوين متين علىالمستوى العلمي والمنهجي والبيداغوجي للمدرس والمدرسة رغبة في تطوير الأداء التربوي وإجادته لتكون المؤسسة نموذجا رائدا لمؤسسات التعليم العتيق ببلدنا، ولن يكون ذلك إلا إذا كان المدرسون والمربون والتلاميذ متحققين ومتخلقين بمقتضى الرشد المنهجي الذي يهدي إليه الوحي :{اهدنا الصراط المستقيم}(الفاتحة) في تفكيرهم وتعبيرهم وتدبيرهم بقصد إخراج العلماء الربانيين الوارثين للنبوة بإذن الله تعالى وتوفيقه.

وقد اختير لهذا اليوم الدراسي عنوان : “الرشد المنهجي في التدريس والتواصل والتقويم أساس النجاح التربوي والتفوق العلمي”.

تحت شعار قوله تعالى :{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أحسن ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا }( اإسراء :9).

ولتحقيق هذا الغرض توزعت أعمال اليوم إلى فترتين صباحية ومسائية فشملت الفترة الأولى على عرضين تربويين وورشة : فالعرض الأول قدمه الأستاذ محمد الطابخ (مفتش تربيو) : “مناهج التدريس وأساليبه” ركز فيه على أن ضمان الجودة في التدريس رهين بمهارة المدرس في تعليمه، موضحا الفرق بين المفاهيم التالية : طريقة التدريس، أسلوب التدريس، تقنية التدريس، استراتيجية التدريس ، مؤصلا لذلك كله من الكتاب والسنة ومن باقي علوم التربية الحديثة.

ثم أكد على أن منهجية الاشتغال الديداكتيكي الفعالة تقوم على : التركيز على المتعلم ، تنويع الأنشطة التفاعلية ، ثم ترسيخ مبدأ التعلم .

والعرض الثاني قدمه الأستاذ محمد حرضيزي(مفتش تربوي) في موضوع : “فنون التواصل وتقنياته” ركز فيه على أدوات التواصل وأهم معيقاته، مشيرا إلى أن التواصل الناجح يتوقف على شخصية المدرس الناجح ، وكفاءاته، مع إبرازه لأهم المعيقات التي قد ترجع إلى الأستاذ، بالإضافة إلى التلميذ، والمحتوى التعليمي كما ومضمونا، أو ترجع أيضا إلى الفضاء التعليمي.

أما الورشات فانتهت إلى التوكيد على ما يلي :

- ضرورة توظيف الوسائل والتقنيات الحديثة في التربية والتعليم بالمؤسسة العتيقة.

- توجيهات في كيفية إعمال البيداغوجيا الفارقية مع مراعاة ضيق الغلاف الزمني لتنفيذ المقرر.

- مراعاة خصوصيات التعليم العتيق.

- الاستفادة من كل جديد مفيد فذلك عين الحكمة وأنا وجدت أخذت.

وأما الفترة المسائية فتضمنت عرضا للأستاذ الحاج محمد حوسيني (مفتش تربوي) تحت عنوان “طرق التقويم وأساليبه” مشيرا إلى أن التقويم التربوي بأنواعه (التشخيصي، والتكويني، ثم الإجمالي) هو صلب العملية التعليمية التعلمية…

وختم اليوم بدرس تطبيقي في مادة التجويد “ألقاه الأستاذ محمد احسيني (مدرس بالمؤسسة) في موضوع مخارج الحروف، فجاءت جميع التقييمات والملاحظات من طرف المشاركين جادة ومفيدة وهادفة.

إعداد :  ذ. محمد أبو رشيد وذ. عبد الغني خاوتي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>