أخيرا تم ضبط خفافيش الظلام، الذين يعيثون في الأرض فسادا.
في خبر بثته القناة الأولى والثانية المغربيتين مفاده توقيف 16 فردا يعملون في مركز عين اللوح متلبسين بأعمال تنصيرية، وذلك بتوزيع كتب وأشرطة وأقراص مدمجة لأطفال قاصرين قصد التأثير فيهم وبث تعاليم المسيحية في عقولهم وكسب قلوبهم….
كان الخبر معروفا، ومعلوما. لكن لم يكن أحد يصدق.. كان الناس يقولون هؤلاء يخدمون المصلحة العامة وغرضهم إنساني لا غير…
ومع مرور الوقت ظهرت الحقيقة، وظهر ما كان مضمرا وغائبا عن أعين الناس.
أذكر أنني كتبت حول هذا الموضوع.. وقلت فيه إننا هنا في منطقة الأطلس المتوسط لازلنا نعاني من خطر التنصير ولا يزال مهيمنا ورائجا في أنجاء المنطقة :
أولا- في عين اللوح مركز اجتماعي عرف منذ سنوات وكان دائما يستر خططه بالأعمال الاجتماعية والخدمات الإنسانية.. والناس (في البادية) يجدون ضالتهم في ذلك المركز .. فمن طالب للدواء، ومن طالب للمساعدة المادية، ومن راغب في تسجيل ابن لقيط (من الزنا) لكي يأكل ويشرب ويلبس… وعلمت أنهم في هذا المركز يقومون بإعطاء الصدقات يوم الجمعة (!!!) فيوزعون الخبز والزبدة وغيرها من المواد الأساسية كالسكر والشاي… وأيام الأعياد مثل عيد الأضحى يعطون للناس الوافدين عليهم مبالغ تساعدهم على شراء الأضاحي (من شهود عيان كانوا يتوصلون بمبلغ 500 درهم للفرد كل مناسبة)…. بالإضافة إلى أنهم كانوا يستغلون المناسبات الوطنية مثل عيد العرش وعيد الشباب وغيرها ويستدعون رجال السطلة ورجال الأعمال والمحسنين المتعاطفين ويكرمونهم بإلقاء الكلمات وتوزيع التكريمات وغير ذلك… والهدف دائما هو كسب الثقة والأمان من لدن الجميع لكي يحققوا أغراضهم المعروفة…
ثانيا- في ناحية أزرو (منطقة تومليلين، قرب خرزوزة) هناك مبنى يأوي الأطفال اللقطاء ويرعاهم، كنا نعرفه منذ طفولتنا، ونمر عليه ونحن في نزهة إلى تلك المناطق الخلابة من بلدنا، وهذا المركز له مقومات مركز إيواء اليتامى.. والهدف هو تربيتهم على التعاليم المسيحية بطريقة لا يشعرون بها (بالتدرج، والنمطية السيكولوجية….) فمن خلال الحفلات ومن خلال الرسوم، ومن خلال مقررات التعليم والثقافة والتربية.. يتم غسل الأدمغة وجعلها في الطريق المهيأ لاستقبال التعاليم المسيحية بسهولة…
ثالثا- في أوكماس مركز يشبه الذي في عين اللوح!!!، وهذا المركز له خدمات أخرى إضافية أكثر من الذي في عين اللوح، فبالإضافة إلى أنه يأوي أطفالا، يقوم ببعض الأعمال والخدمات الاجتماعية… وأذكر أن الناس هناك (لأنني من تلك المنطقة..) يُشِيدُونَ كثيراً بسيارة هذا المركز (شبيهة بحافلة المسافرين) التي تنقل الناس يوم الثلاثاء (يوم السوق في أزرو) أفواجا أفواجا وتبقى في المساء لكي ترجعهم إلى ديارهم.. وهناك أشياء أخرى..
رابعا- هناك أفراد منصرين يسكنون في منطقة ابن الصميم، ولهم تاريخ في سكنى هذه المنطقة، ويرثون المنازل أبا عن جد، وعلمت من بعض المعلمين أنهم كانوا يوزعون بعض الكتب الصغيرة المصورة للصغار، للتبشير بالمسيح وتعالميه (كان هذا في سنة 2000- 2001)…
وفي الآونية الأخيرة تطورت أساليبهم وأصبحت لهم طرق عديدة ومبتكرة في التنصير ونشر المسيحية… ومهما تبرأ كبار مسؤوليهم في الرباط (الأسقف الكبير في الكنيسة) من تلك الأعمال فهم لن يتوقفوا عن ابتكار أساليب أخرى للتنصير..