في الوقت الذي يقام فيه الجدار الفولاذي بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية لفرض المزيد من الحصارعلى أهل غزة أو بالأحرى على من تبقى منهم على قيد الحياة.
وفي الوقت الذي تعتدي فيه القوات المصرية المدججة بالأسلحة والحجارة والقنابل المسيلة للدموع على متطوعي شريان الحياة من شرفاء العالم، جاؤوا من كل فج عميق لمد يد المساعدة والعون لأطفال وأرامل غزة.
في هذا الوقت بالذات تقوم الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال المآت من الزوار الصهاينة جاؤوا من أصقاع العالم لإحياء الإحتفالات بذكرى مولد الحاخام اليهودي المزعوم “يعقوب أبوحصيرة” في قرية “دميتوه” في مدينة “دمنهور” ابتداء من (5 يناير2010). تقام هذه الاستعدادات وسط اجرءات أمنية غير مسبوقة يشارك فيها ما يربو عن ثلاثة ألاف رجل أمن من مختلف الأجهزة. يأتي هذا بعد موافقة الرئيس المصري على طلب تقدم به “نتانياهو” -خلال زيارته الأخيرة لمصر- بالسماح للزوار الصهاينة بالاحتفال بمولد “أبوحصيرة” وفق ما كشفت عنه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية. هذا وتضيف الصحيفة أن أوامر عليا أعطيت للواء عمر سليمان (رئيس المخابرات العامة) للإشراف على حماية الزوار اليهود واتخاذ جميع التدابير الأمنية لتأمين أجواء الاحتفالات والتي قد تستغرق قرابة أسبوعين. وقد بدأت بالفعل الاستعدادات الأمنية في دمنهور لاستقبال الزوار وسط رفض شعبي عارم. كما انتشرت الأجهزة الأمنية بكثافة وطالبت سكان القرية بضرورة التبليغ عن أي غريب يدخل القرية، كما أجريت تحريات دقيقة وبحث في هويات جميع السكان بمن فيهم سكان الدور المنتشرة على الطريق المؤدية للقرية. هذا وقد علمت صحيفة “المصريون” من مصادر أمنية أن إسرائيل كانت قد طلبت في وقت سابق من الحكومة المصرية السماح لفرقة ” كوماندوز” إسرائيلية مدربة ومزودة بأسلحة أوتوماتيكية وأجهزة اتصال معقدة لمراقبة الزوار اليهود إلا أن الحكومة المصرية رفضت الطلب. وتزامنا مع هذه الزيارة المذلة، تم تخصيص جناح بكامله في مكتبة الإسكندرية للمخطوطات والآثار اليهودية في مصر، ومن أجل هذا الغرض يوجد بالمكتبة علماء من إسرائيل متخصصون في تكنولوجيا المعلومات جاؤوا لتأطير ورشات عمل حول موضوع تخصصهم لفائدة أساتذة من جامعات الإسكندرية والقاهرة والأردن والإمارات والقدس والجامعة العربية في جنين إضافة إلى شركة مايكروسوفت الأمريكية، يحدث هذا أمام رفض أساتذة الجامعات المصرية -المنضوية تحت لجنة الحريات- المشاركة في هذه الورشات المشبوهة التزاما بقرار المؤتمر العام لنوادي هيئة التدريس بالجامعات المصرية لعام 1983 والقاضي بالتصدي لجميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني تضامنا مع مشاعر الأمة الإسلامية والعربية حيال ما يقع للشعب الفلسطيني المنكوب، هذا وقد أصدرت اللجنة بيانا أكدت فيه أنها”مستمرة وبقوة لمنع إقامة احتفال العار” وأضافت بـ”أن استمرار الموقف الشعبي هوالضمانة الوحيدة لإلغاء هذا الاحتفال وليس أي جهة أخرى من النظام المصري”.
ربنا لا تؤاخذنا بما يفعله السفاء منا آمين …. آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.