جاءتك النُّعاة..
وأنت في دوِّ الدُّنا ضائع تتوجّعُ.
ولهدير الصّمت في عينيك ألم السّنين
منها نائح و مُتفجّعُ.
فجأرت بصبر جميل :
ربّاه ألهذا القلب كلّ يوم مصرعُ؟
أأُعزّي النّفس أم أُمنِّيها..
والرّكب دونها راحل و مُودّعُ؟
هاذي قوافلهم تتالت..
والقفر من بعدهم قفر
و غراب البَين على رموش العودة قد تربّعْ.
لمن أحكي ما تبقّى من صمتي..؟
وأنت يا قلب خلف آثارهم تبكي و تدمعْ.
من بعيد تحمل همسك لي ريح اغتراب
هي الطّعن في كبد ما عاد فيه للصبر موضعْ.
ورسائلك لي – يا ذا الغربتين
أنّات..
عبرات..
و أطياف ذكرى ما زالت – كلّ عمر
من رحم الخلد تتجدّدْ.
فقلت آه.. ثمّ آه..
عُدْ يا قلب قلبي.. و العود أحمدْ.
هيهات.. هيهات ردّ الصّدى..
ألك -بعد رحيلهم- في ذي الحياة وَطَرٌ أو مُسْتمتعْ؟
أم تراك يا صاح ما دريت -بعد نُواحهم-
أنّك كنت المُوَدِّعَ و المُوَدَّعْ؟؟
ذ. المداني عدادي