علماؤنا الأجلاء ورثة الأنبياء.. ورثوا تركة لا تقدر بثمن… خالدة لا تفنى.. يخلد علمهم مصباحاً وهاجا في دنيانا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها…!
عرفت فقيد الأمة وقنديلها العالم الجليل الدكتور سيدي فريد الأنصاري رحمه الله، قارئة شغوفة بقراءة كتاباته… التي كانت تشدني من الأعماق، فأقبل عليها بكل جوارحي… كانت كلماته من نور، تتسرب إلى القلب، وتطرب لها الروح… لأنه، بكل بساطة، عالم رباني، يعيش مع القرآن، وبالقرآن، وللقرآن…!
كان ييسر ولا يعسر… يبشر ولا ينفر… يحبب الإقبال على الله… وعلى الإيمان… وعلى القرآن… وعلى العلم…!
كان رحمه الله عاشقا للجمال، داعيا إليه، مبرزاً له في أبهى صوره… جمال القرآن… وجمال الإسلام… وجمالية الصلاة… وجمال الذكر.. وجمال الأنس بالله… وجمال الحجاب (في كتابه سيماء المرأة المسلمة)… وجمال الأخلاق… وجمالية الأدب الإسلامي…
وهذا هو سر حب الشباب للعالم الجليل رحمه الله، والتفافه حوله، إضافة إلى ما كان يتميز به من خلق ر فيع وتواضع جم {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}الآية.
لم ألتقه رحمه الله إلا مرة واحدة.. بفاس أثناء الملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي (أبريل 2004) بكلية الآداب -ظهر المهراز.
كنت في ساحة الكلية، وإذا بي أرى أفواج الطلبة مهرولة نحوه… احتضنهم هاشا باشا بجلابته المغربية الأنيقة.. يهديهم بعض مؤلفاته، ويجيب عن استفساراتهم، ويلبي طلبهم في أخذ صور تذكارية لهم معه…
وجدتني، أحييه بدوري، على استحياء.. ومن تواضعه سألني إن كنت طالبة.. وحين عرف أني أديبة، دعيت إلى ذلك الملتقى لتسلم الجائزة الأولى في القصة القصيرة.. بارك لي داعياً لي.. ثم أهداني نسخة من روايته.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى مع سيدنا محمد ، وجعل علمه وذريته صدقة جارية عليه، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وعوض عنه الأمة خيراً.
و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.
ذة. نبيلة عزوزي
اللهم امين يارب