أصدرت مجلة الأزهر الشهرية كتابا صغيرا بعنوان ” تقرير ” ألفه المفكر الفذ الأستاذ الدكتور محمد عمارة، وجعلتْه هدية لقراء المجلة مع عدد دجنبر 2009، وهذا الكتاب أو التقرير دراسة لكتاب تنصيري بعنوان ” مستعدون للمجاوبة ” إعداد: د. سمير مرقس في 52 صفحة، وهذا الكتيب التنصيري مجهول المؤلف والناشر ومكان النشر وتاريخه ورقم الإيداع.
وكان واجبا على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن يدرس هذا الكتاب ويرد عليه بمنهج علمي وأسلوب موضوعي هادئ، وقد حاول هذا ” الكتيب التنصيري ” أن يتعرض لعقائد الإسلام ويحرف القرآن الكريم ويفتري على بعض علماء الإسلام بتحريف كلامهم والتدليس عليهم.
وقد قام رد الدكتور محمد عمارة على:
1- دراسة علمية نقدية لقضية ” التوراة والإنجيل ” وما أصابهما من تحريف وتدليس مستدلا على ذلك بمصادر نصرانية ويهودية.
2- قضية التأليه النصراني للمسيح عليه السلام.
ودعوى أنه ابن الله… وكلمته أي عقله الذي أصبح في العقيدة النصرانية الإله الحقيقي الخالق لكل شيء … والذي بدونه لم يكن شيء.
3- وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات التي توسل هذا الكتاب (التنصيري) إلى تأليه المسيح.
وقد أعطى المؤلف الأستاذ الدكتور محمد عمارة لكل قضية حقها بمنهج موضوعي وأسلوب علمي هادئ معتمدا على مصادر ومراجع أجنبية وعربية، لكن هذا الرد الموضوعي على افتراءات الكتاب التنصيري المذكور أثار عجاجة في الأوساط الكنسية القبطية معتبرين ذلك مسًّا بدينهم فاحتجوا وصرخوا فما كان من الأزهر إلا الخضوع للاحتجاجات القبطية، فأمر المسؤول في المجمع ومجلة الأزهر بسحب الكتاب من مكتبات مصر.. لكن بعد أن تم شراء كثير من النسخ في مصر وخارج مصر… وقد تنبه بعض المثقفين المغاربة إلى قيمة هذا الكتاب فاشتروا المجلة مع هديتها وهو الكتاب المذكور وقد تكرم أحد هؤلاء المهتمين بإهدائي نسخة من النسخ التي اشتراها ووزع بعضها هدايا لأحبابه، والكتاب جدير بالقراءة والترويج، لذلك يرى كثير من المهتمين بالتنصير والدعوة الإسلامية في الغرب وإفريقيا أن يهب كل مَنْ فيه غيرة على دينه ليعيد طبع هذا الكتاب باللغة العربية والقيام بترجمته لأهم اللغات الغربية والإفريقية والأسيوية بل وباللهجات الأمازيغية حيث يكثر نشاط التنصير ولا سيما في قبائل الأوراس المجاهدة وأمثالها.
إن اغتنام هذه الفرصة واجب على كل مسلم ومسلمة دفاعا عن الإسلام وعقيدته وانتصارا للقرآن الكريم ورسالته، فأعداء هذا الدين تجاوزوا الحدود وأعلنوها حربا شعواء عليه وعلى سيدنا محمد وعلى صحابته الكرام.
وأخيرا يجب الإشادة بالمفكر الكبير والمجاهد الصامد الأخ الدكتور محمد عمارة الذي أكرم الله به الأمة الإسلامية سيفا مسلولا على المحاربين للإسلام حتى أصبحوا ترتعد فرائصهم من قلمه البتار بارك الله في عمره وعمر أمثاله من أبطال الفكر والكلمة النافدة. {وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون}(النحل 118).
وبعد، فيجب اغتنام فرصة ترويج هذا الكتاب على أوسع نطاق داخل بلاد المسلمين وخارجها، ولاسيما في البلاد التي تعاني فيها الأجيال المسلمة معاناة متواصلة وحقودة وشرسة، وما أمر المسلمين في فرنسا وإيطاليا بخافٍ على من يهتم بأمر أولئك المسلمين.