>للمرأة ستران، القبر والزوج، قال : وأيهما أفضل؟ قال : القبر<
هذا حديث موضوع على رسول الله والمتهم به خالد، وهو خالد بن يزيد بن أبي أسد القرشي، قال ابن عدي أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا ولا إسنادا(1).
>لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تكشف شعرها ولا شيئا من صدرها عند يهودية ولا نصرانية ولا مجوسية فمن فعلت ذلك فلا أمانة لها<.
في الغرايب من حديث عائشة، وقال باطل وفي سنده متروكون(2).
من عادات الجاهلية التي لا تزال سائدة في أوساط المسلمين النظر إلى المرأة على أنها سر ينبغي أن يخبأ، وأن اتصالها المعلن بالرجل يزري بقيمته، كما يعتقد أن لا يدع أحدا خارج منزله يأخذ علما عن اسم زوجته، وكذلك الأب والأخ، وإذا حدث أن عرف أحدهم بأن اسمها قد تسرب إلى بعض الآذان شعر بالعار. فالمرأة عورة واسمها يظل عورة ينبغي ستره ولا نفهم كيف جاز عند المسلمين هذا الفهم؟ وكيف نظروا إليها على أنها عورة؟
كان رسول الله يخرج مع نسائه ويجمعه بهن طريق واحد. وفي صحيح البخاري أنه كان يسير ليلا مع زوجته صفية فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا الرسول أسرعا فناداهما قائلا : على رسلكما فإنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله… قال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا(3).
جمع عبد الحليم أبو شقة في كتابه “تحرير المرأة” صورا متعددة عن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية ولقائها الرجال انطلاقا من القرآن الكريم في أزمنة نبوية مختلفة زمن إبراهيم عليه السلام {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة}(إبراهيم : 39) وزمن موسى عليه السلام : {ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير}(القصص : 23). وقوله تعالى أيضا : {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء}(القصص : 25)، وأيضا في زمن سيدنا سليمان {قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}(النمل : 16) وكذا زمن سيدنا محمد {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}(المجادلة : 1) وهي أكثر من أن تحصى وكلها ترد على الأباطيل التي تعتبر المرأة عورة وأن سترتها هي إقبارها في البيت في انتظار قبرها الأخير وقد سطر أبو شقة آداب لقاء المرأة بالرجال منها :
أولا : الغض من البصر مصداقا لقوله تعالى : {قل للمومنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمومنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن}(النور : 30- 31).
ثانيا : ةعدا الوجه والكفين والقدمين مصداقا لقوله تعالى : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}(النور : 31).
ثالثا : الوقار في الحركة مصداقا لقوله تعالى : {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}(النور : 31).
رابعا : الجدية في التخاطب لقوله تعالى : {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا}(الأحزاب :32).
ذة. هاجر بن الطيب
———–
1- ابن الجوزي : الموضوعات. 2/276. ينظر الزبيدي : تمييز الطيب من الخبيث، ص 134.
2- الكتاني : تربية الشريفة المرفوعة. 2/215
3- صحيح البخاري. حاشية السندي. باب : هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد. 1/346.
ينظر : تحرير المرأة في عصر الرسالة 2/97-101.